الخرطوم 24 | Khartuom 24
كاشا النيل فرضت حضورها على الوسائط الاجتماعية بسرعة من خلال محتوى بسيطً وخفيف، لكنه أثار تساؤلات حول كونها نتاج “صناعة” لخدمة الأجندة المضادة للثورة.
الخرطوم: الخرطوم24
شهدت الساحة الفنية والإعلامية السودانية صعودًا لافتًا لشخصية فنية تُدعى “كاشا النيل أتارو”، والتي انتقلت مسيرتها بسرعة من تقديم “أغاني البنات الخفيفة” والمحتوى البسيط على وسائط التواصل الاجتماعي، إلى تبني خطاب سياسي عدائي، ومهاجمة صريحة للسياسيين والنشطاء المدنيين بأوصاف شخصية لاذعة تصل إلى حد التحريض وخطاب الكراهية.
ولم تكن رحلة ظهور وتحول كاشا النيل أمراً عفوياً بل نتاج “صناعة” و”استثمار وصف بأنه كيزاني في التفاهة”، في حملة تهدف إلى خدمة أجندة النظام البائد (الإسلاميين) المضادة للثورة والخرطوم24 المدني- بحسب ما يرى مراقبون.
صعود مدعوم وغرض مُعلن
بدأت كاشا النيل التي تطلق على نفسها (فنانة الغلابة)، في جذب شريحة من الجمهور، خاصة عبر منصات التواصل، مستغلةً محتوى بسيطًا يركز على مواضيع اجتماعية خفيفة.
وتزامنت انطلاقتها مع دعم واضح من “الغرف الإعلامية المضادة للثورة” و”فُلول النظام البائد”.
هذه الغرف، التي تدير آلة إعلامية ضخمة وموجهة، عملت على تضخيم ظهورها وتوسيع انتشارها، بهدف تحويلها إلى آلة موجهة لخدمة أجندتها السياسية.
وبعد مرحلة التأسيس الجماهيري، سرعان ما اتجهت كاشا نحو “غرضها الأساسي”.
وتجلى هذا التحول في تبنيها خطابًا يستغل الأوضاع الراهنة لتوجيه هجوم ممنهج وشرس ضد خصوم النظام الإسلامي، لا سيما المدنيين والثوريين.
شتائم وهجوم شخصي
مؤخرا تكشفت الخيوط بالقصيدة التي نشرتها بعنوان رمزي هو “أم نوز”.
تضمنت هذه “القصيدة” خليطًا من الشتائم والأوصاف الشخصية البذيئة التي تستهدف سيدة/ ناشطة سياسية، موجهة لها اتهامات بالعمالة (دعم الملايش) والفسق والخيانة الوطنية (يا الضد الوطن.. ابنة لكن عاقّة).
وتجاوزت مهاجمة الأفكار أو المواقف السياسية إلى الهجوم على الشكل والسلوك الشخصي والأخلاق، بوصفها بـ”العَفنة” و”المَلَهدمة”، والهجوم على طريقة حياتها ودينها، كما ربطت بشكل مباشر بين المهاجمة وبين دعم قوات الدعم السريع، مما يخدم سردية الإسلاميين في اتهام المدنيين بالعمالة.
ويعكس هذا الخطاب لغة الكراهية التي لطالما استخدمها النظام القديم في وصم خصومه، ووصل في نهاية القصيدة إلى حد التهديد الصريح بتجنيدها إجبارياً وإرسالها إلى مناطق النزاع.
اتهامات بافتقاد الذكاء
واجهت كاشا النيل انتقادات واسعة من الجمهور الواعي والنقاد، الذين وصفوا خطابها بأنه “انحدار سريع إلى درك خطاب الانحطاط السياسي”.
وأشار متداخلون على منصاتها إلى أن محاولتها للترويج لنفسها كـ”فنانة وصانعة محتوى” من خلال استعداء غالبية الجمهور، يكشف عن “افتقادها للذكاء” والفطنة وأنها بدأت في “ركوب سلم الصعود إلى أسفل”.
ورأى كثيرون أن كاشا النيل هي مجرد “فنانة مصنوعة قليلة الموهبة ركيكة الكلمات”، وأن ظهورها السياسي السافر هذا هو الهدف الأساسي من الاستثمار فيها إعلامياً من قبل “عصابة بورتسودان وداعميها من فُلول النظام”، في محاولة يائسة لتشويه خصومهم عبر التفاهة الموجهة.
ويرى كثيرون أن كاشا تعتبر مثالاً بارزًا على استخدام الفن الهابط كأداة في الحرب الإعلامية الدائرة في السودان، فبدلاً من أن تكون منصة للوعي والتعبير، تحولت إلى بوق يتبنى أجندة سياسية محددة، ويُروّج للكراهية والإقصاء، مؤكدة بذلك الشبهات حول تمويلها وتوجيهها من قبل أطراف تسعى لتقويض جهود التحول المدني والديمقراطي.
