الخرطوم 24 –
يدفع السودان اليوم ثمنًا باهظًا لسياسات الخراب الممنهج التي يتقنها تنظيم الإخوان المسلمين المعروف محليًا بـ”الكيزان”، والذين حكموا البلاد ثلاثين عامًا بالحديد والنار تحت مظلة الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المنحل.
ومنذ إسقاطهم في ثورة ديسمبر المجيدة، لم يتوقف هذا التنظيم عن التغلغل في مفاصل الدولة واستغلال الفوضى، حتى انفجرت الحرب الأخيرة التي حصدت حتى الآن 150 ألف شهيد وأجبرت أكثر من 12 مليون سوداني على النزوح واللجوء.
سيطرة علي كرتي والبرهان الضعيف
اليوم، ظهر الدور الواضح للأمين العام للحركة الإسلامية والمطلوب دوليًا علي كرتي، الذي بات يمسك بخيوط القرار داخل الحكومة السودانية. ووفقًا لبيان تحالف “صمود”، فإن الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان قد استخدم أسلحة كيميائية ضد المدنيين، في تكرار لنهج الإبادة الجماعية الذي دأب عليه تنظيم الإخوان المسلمين لتأمين نفوذه السياسي بأي ثمن.
الخرطوم.. مدينة رماد
تحولت العاصمة الخرطوم إلى مدينة أشباح، بحسب شهادات الناجين:
- لا ماء ولا كهرباء.
- أكوام نفايات وأنقاض منازل وأسواق خاوية.
- جثث متناثرة وأمراض متفشية.
- مجموعات مسلحة غامضة تمارس الانتهاكات علنًا.
لقد دُمّرت 60% من البنية التحتية في الخرطوم، من جسور ومنازل ومستشفيات، فيما تُقدَّر كلفة إعادة الإعمار بأكثر من 300 مليار دولار، رقم يكشف حجم الدمار المتعمّد الذي صُمم بعقلية الخراب.
عقوبات وضغط دولي متزايد
رغم فرض العقوبات الأمريكية على القيادات المتورطة ومصادر تمويل الحرب، وسحب البنك الدولي آخر أدوات الدعم المالي، إلا أن آلة الحرب لم تتوقف. ما زال المجتمع الدولي مترددًا، مكتفيًا ببيانات الإدانة، بينما يتطلب الوضع تحالفًا دوليًا جادًا يضع حدًا لهذه الحرب التي أُشعلت بمؤامرة إخوانية خبيثة.
لا حل مع الإخوان
إن استمرار الحرب يعني المزيد من الضحايا، والمزيد من الخراب الذي يقدّسه تنظيم لا يعترف بالوطن ولا بوجود الدولة. السودان اليوم أمام أكبر مأساة إنسانية في تاريخه الحديث، والخروج من هذا الجحيم لن يتم إلا بقطع يد الإخوان المسلمين من مفاصل الحكم، ومحاسبة المتورطين في جرائم الحرب والكيماوي أمام العدالة الدولية.
