الخرطوم 24 –
كل يوم يمر في السودان يحمل معه فصولًا جديدة من المآسي الإنسانية، حيث يواصل الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه ارتكاب الفظائع باستخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة دولياً ضد المدنيين الأبرياء. هذه الجرائم، التي تتم برعاية ودعم من تنظيم الإخوان المسلمين، أصبحت جزءًا من إرث دموي يسعى لإعادة فرض نفسه على حساب دماء الأبرياء ودمار الوطن.
إبادة ممنهجة تتجاوز القوانين والشرائع
ما يجري اليوم لم يعد مجرد حرب داخلية أو صراع سياسي؛ بل هو إبادة ممنهجة تتحدى القوانين الدولية والأعراف الإنسانية والدينية. الأحياء السكنية تحولت إلى مقابر جماعية، والمستشفيات أصبحت ساحات موت وبؤس. أما المصابون بالغازات السامة فيعانون أمراضًا غامضة ومميتة: سرطانات، تشوّهات، وأمراض جلدية وتنفسية مزمنة، فيما يصرّ المسئولون على الإنكار والكذب.
تدمير نسيج المجتمع السوداني
الخطر الأكبر لا يتوقف عند الضحايا المباشرين، بل يمتد إلى نسيج المجتمع نفسه. كيف يمكن لطفل شاهد جثث أسرته المتفحمة أن يعود إلى مدرسته؟ وكيف لامرأة فقدت أطفالها أمام عينيها أن تعود إلى حياة طبيعية؟ وكيف يمكن لوطن ملوث بالسموم في الماء والهواء والتربة أن ينهض من جديد؟ إن ما يحدث هو قتل نفسي ووجداني وروحي لمستقبل السودان كله.
تواطؤ دولي وصمت غير مبرر
السكوت عن هذه الجرائم هو تواطؤ صريح. وعلى المجتمع الدولي أن يسمّي الجناة بأسمائهم: مجلس السيادة السوداني، الجيش السوداني، وتنظيم الإخوان المسلمين. هؤلاء هم من يحاولون العودة إلى السلطة عبر الغازات السامة ودماء الأبرياء.
التنديد لم يعد كافيًا. فالمطلوب اليوم تحرك عاجل:
- تقديم قادة الجيش والميليشيات إلى العدالة الدولية.
- تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمحاسبة كل المتورطين.
- توفير دعم طبي ونفسي عاجل للضحايا.
- فرض إجراءات دولية صارمة لوقف استخدام أسلحة الدمار الشامل.
نداء عاجل للضمير العالمي
إن السودان اليوم لا يحتاج إلى بيانات تعاطف أو وعود فارغة، بل يحتاج إلى خطوات عملية حاسمة وفورية. الصمت لن يغفره التاريخ، ولن يغفره الشعب السوداني الذي ينزف يوميًا.
ما يحدث هو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ومسلسل دموي لن يتوقف إلا بمحاسبة المسئولين وإنهاء سلطة السلاح والغازات السامة. فهل يتحرك العالم قبل أن تُطوى صفحة السودان في غياهب النسيان؟