الخرطوم : هالة حافظ
الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي في السودان، والذي يصل في بعض الأحيان إلى 12 ساعة يوميا في المناطق السكنية والصناعية، بآثار سالبة وكارثية على المواطنين، وبالامس رشحت أخبار حول بدء التشغيل التجريبي لخط الربط الكهربائي بين مصر والسودان والتي تصل الى ٥٠٠ ميغاوات فيما وصف عدد من الوزراء السابقين بالشأن بأن الحديث عن مد مصر استهلاك سياسي .
لا جديد
وفي ذات السياق اكد وزير الطاقة السابق عادل ابراهيم ان الحديث عن مد مصر بطاقة كهربائية للسودان بين محطة توشكي ٢ ومحطة ارقين ووادي حلفا حديث قديم، مؤكدا على إن مصر تمد السودان بحوالي ٨٠ إلى ٩٠ كيلو واط في اليوم في منطقة الشمالية ، وأشار في حديثه لـ (الخرطوم24) بأنه تم فصل دنقلا من شبكة السودان وأصبحت تتغذى على الطاقة الكهربائية من مصر ، وأوضح انه حال تم رفع هذه الطاقة إلى ٣٠٠ ميغاواط كحد أقصى تدريجياً فإن هذا الأمر يحتاج إلى تركيب اجهزة تسمى الأجهزة المثبتة للذبذبة بين البلدين لجهة ان الكهرباء تختلف من مصر والسودان بجهاز يسمى ستادكوم ، موضحاً أن الحكومة المصرية في العام ٢٠٢٠ أعلنت عن تبرعها بشراء هذين الجهازين للشعب السوداني وتم الترحيب بهذا الخبر ، موضحا أن هذه الأجهزة تنشأ على مسافات بعيدة ليتم تثبيت التيار الكهربائي بين البلدين ورفع الطاقة من ٩٠ ميغا واط إلى ٢٠٠ او ٣٠٠ ميغا واط الا انه لم تتم أي خطوة من قبل الحكومة المصرية في هذا الجانب مع ان هذه الأجهزة غير مكلفة مادياً ، ووصف الحديث عن مد مصر للسودان طاقة كهربائية في هذا التوقيت يعتبر استهلاكا سياسيا ولعبا بمشاعر الشعب السوداني وسيفقد الجانب السوداني الثقة في مصر ، مبينا أن هذا الحديث تم إحياؤه نتيجة أزمة سد النهضة بيد أن الملء الرابع لسد النهضة سيبدأ الشهر المقبل لجهة ان موسم الخريف في إثيوبيا يبدأ من شهر مارس ، وأوضح كلما تأزم الوضع فيما يخص سد النهضة نتوقع أن تتم تصريحات مشابهة لتلك التي تطلقها مصر كل عام.
أثر إيجابي
قال وزير الطاقة والنفط السابق عوض جادين فيما يخص مد مصر بطاقة كهربائية للسودان بين محطة توشكي ٢ ومحطة ارقين ووادي حلفا بإنشاء حوالي ٣٠٠ برج لإيصال الكهرباء لمناطق شمال السودان والتي تبدأ بحوالي (٢٢٠) ميغاواط والتي ترتفع في المرحلة الثانية إلى (٥٠٠) ميغاواط سيكون لها اثر ايجابي خاصة وان البلاد في هذا التوقيت اي اقبال الموسم الصيفي وشهر رمضان المعظم في حاجة ماسة الى الطاقة الكهربائية واكد في حديثه لـ (الخرطوم24) على وجود نقص طويل الامد في التوليد الكهربائي ، مشيرا الى ان الاستهلاك يزيد بصورة اكبر في فترة الصيف، موضحاً ان استهلاك المناطق السكنية من الطاقة الكهربائية المتوفرة في الشبكة يبلغ ٦٠ ٪ وعند فترة الصيف ترتفع هذه النسبة ويبلغ حجم الفجوة ١٠٠٠ ميغاواط خلال فترة الصيف واوضح انه حال قامت مصر بمنح السودان سعة ٢٢٠ ميغاواط اي نسبة ٥٠ ٪ سيؤثر هذا الامر ايجاباً وسينعم المواطن بصيف آمن ، موضحاً ان منح مصر سعة ٥٠٠ ميغاواط امر مستبعد لجهة ان هذا الأمر متعلق بسعة الخطوط ولتحقيق هذه النسبة نحتاج توسعة خطوط النقل وهذا الامر لم يتم ، مشيرا الى ان الخطة كانت ان يتم مد خط كهربائي من مصر الى حلفا بسعة ١٠٠ ميغاواط بيد ان الشبكة يمكن ان تستوعب هذه النسبة ولكن حال كانت النسبة ٥٠٠ ميغاواط فإن الشبكة الحالية لن تستوعب هذه الكمية ويجب ان تحدث توسعة في خطوط النقل واضاف : الحديث عن مد مصر طاقة كهربائية بسعة ٥٠٠ ميغاواط حديث استراتيجي بعيد المدى قد يتم في السنوات القادمة اما الآن حال تم توصيل ١٠٠ ميغاواط أو ٢٠٠ فإن هذا يعتبر عملا كبيرا.