حوار : هالة حافظ
تعرض الموسم الزراعي الشتوي هذا العام الى تحديات كبيرة كادت تؤدي إلى فشله اولها عدم تمويل البنك الزراعي للمزارعين وقد بدأ المزارعون في بداية الموسم في العملية الزراعية عن طريق التمويل الذاتي المساحات قليلة لاتذكر ، ولكن ظهور برنامج الغذاء العالمي عن طريق بنك التنمية الافريقي في التوقيت المناسب أدى إلى إعادة إحياء الامل في نفوس المزارعين وتشجيعهم على القيام بالعملية الزراعية بالرغم من ان هناك عدة مشاكل واجهته وكان أبرزها غياب دور وزارة الري الذي أدى الى ضعف المناسيب مما أدى إلى تعرض مساحات شاسعة للعطش بجانب عدم وصول الأسمدة في التوقيت المناسب، وقد التقت (الخرطوم24) بالمدير الزراعي لمشروع الجزيرة د. إبراهيم مصطفى وخرجت الحصيلة التالية.
*بداية ماهي المعوقات التي تواجه الموسم الزراعي الشتوي؟
*الموسم الزراعي الحالي يعتبر موسما استثنائيا وقد تأثر بما قبله من وقائع صاحبت إنتاج القمح بداية من السعر التركيزي وعدم مقدرة وزارة المالية على شراء المخزون الاستراتيجي من محصول القمح وعدم الالتزام بالسعر وشكل هذا الأمر صدمة قوية للمزارعين كما أثر هذا الأمر أيضاً على إدارة مشروع الجزيرة لجهة بيع القمح بسعر أقل من السعر المعلن من قبل الدولة مما تسبب في خسائر فادحة وقد خسرنا في الجوال الواحد من ١٠ إلى ١٢ الف جنيه مما القى بظلال قاتمة على الموسم الحالي من حيث المساحات.
*كم يبلغ حجم المساحات التي خرجت عن العملية الزراعية هذا الموسم؟
=خرجت كثير من المساحات وقد أعددنا العدة لزراعة ٤٠٠ الف فدان من القمح قابلة للزيادة إضافة للمساحات التي كان يفترض أن يقوم بزراعتها البنك الزراعي والتي تتراوح من ١٥٠ إلى ٢٠٠ الف فدان لتصبح جملة المساحات المزروعة في مشروع الجزيرة ٦٠٠ الف فدان ولكن للأسف الشديد ونقول الحمدلله تمكنا من زراعة ٢٣٠ الف فدان وهي في مراحل النمو الأخيرة وهذا بفضل الله ومن ثم المجهودات الذاتية للمزارعين الذين استطاعوا أن يمولوا العملية الزراعية وان يصلوا إلى هذه المساحات بواسطة التمويل الذاتي بجانب المساعدة الكبيرة التي تمت عن طريق دعم الاتحاد الأوروبي لبنك التنمية الافريقي وذلك عبر برنامج الغذاء العالمي لأنها تعتبر الجهة الوحيدة التي كان من الممكن أن تقوم بعملية الإشراف على هذه المنحة.
*هل لمشروع الجزيرة علاقة بشراء أو التعاقد أو طريقة توزيع منحة الأسمدة والتقاوي؟
= مشروع الجزيرة ليس لدية اي علاقة بشراء الأسمدة و التقاوي وهذا البرنامج من اختصاصات برنامج الغذاء العالمي َالمنحة مقدمة لكل السودان وليس لمشروع الجزيرة فحسب ومن المفترض أن يتم الالتزام بضوابط محددة من ضمنها أن تتم المنحة بشروط تبدأ من التقاوي والاسمدة وهو يشترط أن يأخذ كل مزارع تقاوي من إدارة المشروع لجهة ان بنك التنمية هو من قام بشرائها وتم توزيعها من قبل الإدارة واي مزارع اخذ نصيبه من هذه المنحة.
*كم يبلغ حجم منحة بنك التنمية الأفريقي؟
= تم منح مشروع الجزيرة ٢.٧٤٢ طنا من التقاوي تم شراؤها من شركة “آر بست” بالشراكة مع مشروع الجزيرة اما حجم السماد ٤.٥٦٩.٩ طن وتم توزيعه كما هو مفروض من قبل برنامج الغذاء اي من أخذ حصته من التقاوي تم اعطاؤه الداب مدعوما بنسبة ٧٥ ٪ مجاناً السماد كذلك ٧٥ ٪ مجاناً اي كل أربعة افدنة حصتها ثلاثة جوالات ، وتم اخذ نسبة ٢٥ ٪ من المزارعين للتقاوي وللمعلومية كان يفترض أن تصل المنحة مع بداية الموسم الشتوي ، و المنحة كانت مقدمة للسودان ككل بغرض زراعة مليون فدان لكنها تأخرت ، ولم تأت موافقتهم، وقد بدأنا المناقشات في الأول من شهر أغسطس ، ولم يأت التصديق للتقاوي الا في منتصف شهر نوفمبر ، وعندما اعلنا بواسطة وزارة الزراعة أن سعر جوال التقاوي سعة ٦٠ كيلو كان سعر الجوال ٥٥ الف جنيه، ومراعاة للظروف وحسب مفاوضاتنا مع برنامج الغذاء والتي لم نصل فيها إلى حل لجهة وجود احتمال ان يتم الدعم واحتمال أن لا يتم، وقد استطعنا في شهر فبراير تخفيض السعر الى ١٠ آلاف جنيه لجهة انه في حال لم يتم الدعم نكون قد تبرعنا بها للمزارع وحال تم الدعم فقد كفانا الله شر القتال ، اما حجم دعم سماد الداب بلغ ٢.٢٨٥ طنا ، وعندما تم التصديق لها لم تأت البذور وإنما وصل الدعم الذي قاموا بشرائه من الادارة وكانت حينها الكمية التي قمنا بتوزيعها ٦٠ الف جوال فأصبح حجم دعم البرنامج ٧٥ ٪ اي ان اي مزارع اخذ تقاوي ٤ جوالات اي بمعدل ثلاثة جوالات مجاناً.
*كم يبلغ حجم المساحة الزراعية التي قام بتغطيتها برنامج الغذاء العالمي هذا الموسم؟
= حوالي ٦٠ الف فدان لأكثر من ١٩ او ٢٠ الف مزارع عبارة عن توزيع الاسمدة وهذا الأمر ساعد وادى إلى خفض كثير من الاعباء وهذه المساحة تعتبر ممولة تمويلا شبه كامل دون أي رسوم .
*هناك اتهام من قبل بعض المزارعين بأن الإدارة تدخلت في حصص توزيع المنحة ماتعليقك؟
=نحن كإدارة لم نتدخل في تحديد حصص التوزيع وليس لدينا حق التدخل في هذه المنحة ولم نتدخل سوى في عملية التوزيع عبر آليات الإدارة وتم توزيع الأسمدة مباشرة من البنك الزراعي إلى مخازن الغيط للمزارعين وكذلك الداب والتقاوي ومن يتهم بأن الإدارة منحت فئات معينة من المزارعين فهذا حديث غير صحيح ، وهناك جمعيات اخذت تقاوي وقامت بتوزيعها للمزارعين ، واي فدان من جملة الـ٦٠ الف فدان التي تم تمويلها من قبل بنك التنمية لديها مفتش يقوم بعملية التفتيش على الطبيعة ويتأكد منها ثم يقوم بعملية التوزيع والبرنامج اعطى الإدارة كشوفات واضحة لتقاوي اليوريا والداب بيد ان الكشف يحتوي على بيانات المزارع الكاملة وهناك مشرفون من برنامج الغذاء وتم تعيين موظفين من البحوث الزراعية بغرض الإشراف على هذه العملية وقد زارنا مدير عام برنامج الغذاء العالمي للوقوف على هذه التجربة وقد منح هذا الأمر دافعا للمزارعين الذين تحدثوا عبر وسائل التواصل يعلمون تماما حيثيات هذا الأمر ولكن يكتبوا لشيء في نفس يعقوب وليكتبوا مايريدون ومن لديه معلومات عن أي تجاوزات للإدارة في جانب المنحة فليذهب إلى القضاء .
*هل سيستمر برنامج الغذاء العالمي في تقديم المنحة في الموسم الشتوي القادم؟
=نعم البرنامج سيستمر ولكن بدعم اقل الا اذا قام البرنامج برفع قيمة المنحة وقد طالبنا مدير البرنامج بذلك ووعد بدراسة هذا الأمر خاصة لكن لم يأخذ الدعم هذا الموسم ونتمنى أن يتم الدعم في وقت مبكر ليشمل كل من يقوم بزراعة القمح .
*هل بدأتم بإعداد خطة لعملية الحصاد ومتى ستبدأ ؟
=نعم قمنا بإعداد خطة وستبدأ عملية الحصاد بمنتصف شهر مارس ونحن جاهزون لكل مايتعلق بعملية الحصاد في مواعيده وسيسير بصورة منتظمة تحت إشراف الإدارة موعودون بإنتاجية عالية وسيتم الإعلان عن ضوابط سيتم توزيعها لكل الأقسام والمكاتب والتفاتيش.
*ما أثر عدم الإعلان عن السعر التأشيري للقمح؟
= نحن نأمل أن تقف الدولة في آخر اللحظات بالإعلان عن السعر التركيزي للقمح حال أمكن ذلك وحال لم تتمكن من الإعلان عنه فلن يكون هناك حل غير أن يتم البيع عن طريق الجمعيات التي سيخزن فيها القمح ويتم التفاوض عبرها بدلاً من البيع فرادى ويكون اصطياد المزارعين سهلا من قبل التجار الجشعين او المطاحن وهذا الأمر يحتاج إلى تعاون المزارعين مع الجمعيات والتفاوض فيما بينهم مع المشترين ليتم تحديد سعر مجز للمزارعين.
*مشروع الجزيرة يعاني من مشاكل الري التي أدت إلى عطش مساحات كبيرة من المشروع ماتعليقك؟
= مشاكل الري تظل عالقة حتى هذه اللحظة وتعرضت مساحات كبيرة للعطش لعدم انسياب مياه الري خاصة في الأطراف مثل أقسام التحاميد والشمال الغربي وقسم المنسي هناك اختناقات في الري ونحاول قدر المستطاع معالجتها لان هذا التوقيت من الأوقات الحرجة في عمر المحصول خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر في كم ونوع المحصول لذلك نطالب وزارة الري الإسراع في التحرك داخل الغيط ومتابعة المناسيب حتى نستطيع حصر المساحات المتضررة ، وفي الأسابيع الماضية حدث تدن مريع في مناسيب المياه الواردة من الخزان وتوزيعها مما أثر سلباً في عملية الري وهناك بعض المزارعين نتيجة شح المياه يلجأون إلى فتح مزيد من القنوات او ابو عشرينات لكي يسارعوا من وتيرة المياه وعندما تنخفض المناسيب يصيب المزارعين نوع من الهلع بالتالي يصعب السيطرة على عمليات الري وهذا نتيجة أن الصيانة الدورية للرس لاتتم بالصورة المطلوبة خاصة للمنظِمات نتيجة أن الالتزامات المالية من قبل وزارة المالية لاتصل إليهم مما يؤثر سلباً على أداء آليات التطهير” الكراكات” والمتعهدون لأنهم يعرفون وسيلة الضغط على وزارة الري بالتوقف عن العمل بحجة الأعطال..