النقل البري.. قطاع يعمل (بخراج الروح)

النقل البري.. قطاع يعمل (بخراج الروح)


 

الخرطوم: هنادي النور

(أغنياء في أصولهم وفقراء في حساباتهم).. هكذا وصف المدير التنفيذي للغرفة القومية للبصات السفرية حال أصحاب المركبات بعد التدهور الذي شهده القطاع، ورغم مساهمته الكبيرة إلا أن القطاع مظلوم ولم يجد حظة من الدولة.

فيما كشفت الغرفة القومية للبصات السفرية عن تعرض قطاع النقل إلى الانهيار بصورة متسارعة بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل، وأشارت الى اهمية القطاع لجهة أنه ينقل البشر ومنهم المرضى وغيرهم، إضافةً إلى ذلك أصبح دولياً بين (مصر، إثيوبيا وجنوب السودان)، فضلاً عن أهميته اقتصادياً لموارد الدولة.

حسم الفوضى

وأعلن رئيس الغرفة القومية للبصات السفرية أحمد عبد الحميد عن اتجاههم لإجراء إصلاحات جديدة بتطبيق نظام التقاطر (المداورة) في قطاع نقل الركاب الذي يوفر أكثر من (200) مليون دولار، وبجانب ذلك يوفر الوقود وقطع الغيار واستهلاك الطرق والسلامة المرورية.

وقال أحمد في تنوير صحفي بالغرفة أمس إن نظام المداورة سوف يحسم الفوضى في القطاع وسلامة الركاب وتحقيق السلامة المرورية وتقليل الحوادث، وأضاف قائلاً: (إن القطاع أحد القطاعات المكلفة للدولة، ويسهم في استهلاك الدولار لاستيراد الوقود، فضلاً عن تدمير الطرق القومية بسبب الفوضى الحادثة، ونبه إلى وجود عدد كبير من العمالة غير المنتجة تعمل حول الميناء، كاشفاً عن الشروع في إلزام الشركات العاملة بتقنين وتنظيم عمالتها.

وجزم بتوقيع عدد من الاتفاقيات مع الإدارة العامة للمرور السريع لتنظيم القطاع، بجانب ديوان الضرائب الذي بدوره وافق على تخفيض الضريبة نسبياً على قطاع البصات، واتفاقية أخرى مع العاملين في الميناء لضمان سلامة الركاب ومنع السرقات والتعدي. وأكد مخاطبة الشركات العاملة في مجال النقل بشأن العمالة وإحصائها، وشدد على التوجه لتطبيق نظام النقل الجماعي بحسب تصنيف البصات درجة أولى لأكثر من (650) كيلومتراً ودرجة تانية لأقل من النسبة المذكورة، مضيفاً أن التصنيف تم من قبل وزارة النقل متمثلة في إدارة النقل البري،

وأضاف أن اختلاف فئة التذكرة سيكون على حسب موديل البص، وقال إن إصلاح القطاع لفائدة الركاب والمركبة، وتعهد بإخضاع كافة المركبات العاملة للفحص والترخيص للسماح لها بمزاولة العمل، منوهاً بانطلاق برامج المداورة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وتابع قائلاً: (إن هناك جهوداً لتطوير نظام النقل في البصات وحجز التذاكر من تطبيقات الموبايل والسماح بالدفع عبر السداد الإلكتروني. ونحن كغرفة مسؤوليتنا توفير مركبة للركاب بمواصفات مناسبة).

محاربة السماسرة

ومن جانبه كشف المدير التنفيذي للغرفة أحمد علي عوض الله عن خروج (115) شركة من القطاع، وأشار إلى أن البصات الآن معظمها في الورش للصيانة، وأن 25% فقط هي التي تعمل من الاسطول، أي أن عدد البصات العاملة في الخرطوم24 يبلغ (1856) بصاً من جملة (4) آلاف بص، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار قطع الغيار التي تضاعفت حال دون إصلاحها حتى الآن، ووصف وضع أصحاب البصات بـ (أغنياء بأصولهم وفقراء في إمكاناتهم)، ورهن إصلاح القطاع بتطبيق نظام المداورة الذي يبدأ تطبيقه في 22 سبتمبر الجاري، وقطع بأن النظام يعمل على محاربة السماسرة (الركيبة) قائلاً إنهم يحصلون على 40% من قيمة التذكرة أي ما يعادل (30) مليون جنيه يومياً في جميع الموانئ البرية في البلاد، مشيراً إلى أن النظام الالكتروني يتم تشغيله تحت إشراف وزارة النقل، لافتاً إلى أن النظام يوفر العدالة في توزيع الفرص، وأضاف ان الظلم فيه يكاد ينعدم، مضيفاً أن النظام يحول صاحب البص من دائرة الخسارة لدائرة المكسب، منوهاً بأنه سيتم تصنيف البصات حسب موديلها درجة أولى وثانية وثالثة، وتختلف بموجبه قيمة التذكرة مما يتيح للراكب الاختيار حسب إمكاناته.



شارك هذه المقالة