(المجاعة) في السودان .. بين الحقيقة والواقع..!

(المجاعة) في السودان .. بين الحقيقة والواقع..!


 

تقرير : نجلاء عباس

أفصح  وزير المالية  د. جبريل إبراهيم  عن نقص حاد في الغذاء بالبلاد ، وقال عدم التوظيف الصحيح  للموارد  أحدث فجوةً واضحةً في نقص الغذاء ،   مقراً  خلال   مخاطبته (مبادرة السودان للأمن الغذائي العربي)  عن جملة مشكلات  بالبنية التحتية  من  طرق  وسكك حديدية وموانئ  ومطارات  وشدد على ضرورة الاستثمار في البنية التحتية، كي تساهم فى عمليات   ترحيل المحاصيل  من مناطق الإنتاج للأسواق ، وقال  حاجتنا لزيادة حجم المنتجات المحلية ، مشيراً إلى  تزايد أعداد السكان أدى لنقص  الغذاء ، لافتاً إلى الحاجة في سد النقص في الطعام، وأشار إلى  أن مبادرة الأمن الغذائي ستكون ضمن أولويات أجندة إجتماع المجلس الإقتصادي والإجتماعي  لجامعة الدول العربية المقبل بالجزائر  وقال جعلنا من مبادرة الأمن موضوعاً أساسياً في إجتماع ضم وزراء المالية في القارة الإفريقية، لافتاً إلى مخاطبتهم للبنك الدولي مساعدة الدول العربية في استيراد الغذاء بجانب توفير مدخلات الإنتاج بصورة جماعية وجدد بتوفر الإرادة السياسية لتفعيل مبادرة الأمن الغذائي في ظل توفر  السياسات والحاجة   إلى حوكمة في إدارة الإنتاج وخلق البيئة المناسبة  ، مضيفاً أن توطين الأمن الغذائي العربي ضرورة لتفادي الكوارث المتكررة في العالم بما يسهم في سهولة نقل الغذاء  وخفض تكلفته وزاد آن الأوان لترتيب حالنا بصورة أفضل ، ورهن الخطوة بتوفير علاج حقيقي لمسألة الأمن الغذائي  العربي ، ونوه جبريل للإهتمام بتقنية حصاد المياه في البلاد  والاستفادة من معدلات الأمطار التي تصل إلى (400) مليار متر مكعب .

مشكلة أمصال ..
وأقر جبريل بوجود مشكلة حقيقية في عدم توفر  أمصال تطعيم الثروة الحيوانية وطالب العلماء في مركز المستقبل بإبراز وتحديد  إمكانيات البلاد الذاتية بصورة حقيقية  لتفعيل تلك المبادرة وقال لابد من التفكير في زيادة إنتاجية الفدان وتحقيق القيمة المضافة  للمنتجات المختلفة ورهن الخطوة بزيادة في الميزان التجاري وأشار إلى الحاجة في خلق فرص عمل للفئات  الشبابية ، داعياً العلماء بتوفير إحصائيات دقيقة عن  المياه وأنواع التربة وتحديد إمكانية كل منها في إنتاج المحاصيل  وزيادة إنتاجيتها والمضي في البحث في إدخال محاصيل في بيئات جديدة، فضلاً عن تحديد المواسم والبيئات لإنتاج القمح  والعدس في الجزيرة  ،  وتعهد جبريل بتوفير حوافز مشجعة لجذب رؤوس أموال المستثمرين ،وشدد الوزير على ضرورة السعي لضبط أسواق المنتجات معلناً عن إنشاء بورصة للذهب والمحاصيل المختلفة ونبه لضرورة إعادة تفعيل  مشاريع الإعاشة في إطار مبادرة السودان للأمن الغذائي العربي لزيادة الإنتاجية ، مشيراً لمحاولتهم  لزيادة إنتاجية القطاع التقليدي  بعمل تعاونيات مع المنظمات العالمية والإفريقية والعربية مع صغار المنتجين  بما يسهم في  توفير الآليات  وضمان وزيادة الإنتاج ، وأعاب جبريل إنتاجية البلاد  من الأسماك  وصفها بالضعيفة وبرر ذلك  بعدم وجود وسائل صيد حديثة وعدم وجود بنية تحتية لحفظ الأسماك.

إقرار وزاري ..

وأقر الوزير  بعجز الإفادة الدقيقة عن إمكانيات البلاد المتاحة وتحديات الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، داعياً العلماء والخبراء إلى المساهمة في توفير أرقام دقيقة عن كميات المياه وأنواع التربة لترتيب الزراعة، لإضافة قيمة للمنتجات ،مشيراً إلى الميزات التي تؤهل السودان ليصبح في مقدمة الدول في الأمن الغذائي .
وقال إن هنالك حاجة لتوجيه مصادرنا للاستثمار وتحفيز القطاع الخاص لإضافة قيمة للمنتج، مشدداً على ضرورة وضع سياسات تمكن من زيادة الإنتاج دون الحاجة لاستيراد الغذاء من الخارج، إضافة إلى ضبط الأسواق.

ضبط الأسواق..

واستدرك جبريل  قائلاً: (إن منتجاتنا وخبراتنا محدودة في العرض، مشيراً إلى الجهود المبذولة لإقامة بورصة للسلع الزراعية والمعادن تساعد فى تنظيم وضبط الأسواق، بجانب المجهودات مع المنظمة العربية و(الإيفاد) وغيرهم لزيادة إنتاج القطاع التقليدي وعمل التعاونيات.

خطط مستقبلية ..

ويقول الخبير الإقتصادي د الفاتح عثمان لـ(الخرطوم24) وزير المالية د. جبريل إبراهيم عن توقعاته بأن السودان قادر على الوصول لمرحلة تحقيق أمنه الغذائي وأيضاً الأمن الغذائي العربي كلام سليم لكنه يتعلق بخطط مستقبلية وليس بالحاضر.
وقال أما بالنسبة للموسم الزراعي الصيفي فهو موسم مبشر جداً بالرغم من تقلص مساحات القطن وفول الصويا بسبب غياب دعم الحكومة لتسويق القطن والمشكلات العديدة التي عانى منها المصدرون بسبب قفل ميناء بورتسودان والطرق المؤدية إليه وأيضاً إغلاق طريق شريان الشمال الرابط بين السودان ومصر والهجوم الإعلامي الواسع على مصر التي مثلت منفذاً للصادرات السودانية مشيراً إلى أن  مجيء بواخر تحمل القمح الأوكراني تتبع لبرنامج الغذاء العالمي فهذا جزء من خطة دعم السودان التي بنتها قمة جدة والتي بموجبها دفع كل من البنك الدولي والحكومة السعوديه كل على حدة مبلغ مائة مليون دولار ونفس المبلغ تعهدت به الحكومة الأمريكية للسودان كمساعدة للتعامل مع ظروف الشعب السوداني الصعبة وظروف الفيضانات والنزوح.

موارد خام ..

أما المحلل الإقتصادي وعضو اللجنة الإقتصادية محمد نور كركساوي قال لـ(الخرطوم24 ) إن السودان يصنف من الدول الغنية بالموارد سواءً على سطح الأرض أو باطنها مما جعل الدول الخارجية تتسابق علينا كي تستفيد من تلك الموارد التي تعتبر خاماً حتى الآن وقال كركساوي أن السودان يعد ثالث أغنى دول العالم من حيث الموارد لكن لو نظرنا إلى إدارة الثروة الباطنية أو غيرها من ناحيه إدارة وأوجه صرف في اسفل القائمة بعد الدول.
وأضاف أن كلام الوزير صحيح لكن لن يتم ذلك في عهده وإنما على المدى البعيد شرط أن ينعدل الحال السياسي وتطبق (حرية سلام وعدالة) وتكون حكومة مدنية ديمقراطية وقال من حق الوزير أن يتفاءل لكن إذا نظرنا إلى الخطوات العملية  والبرنامج الإقتصادي الذي تسير فيه الحكومه فلن نصل إلى هذه الرؤية إلا بعد تكوين حكومة إنتقالية والاستفادة من المساحات الزراعية الشاسعة في ولاية الجزيرة التي تقارب (2) مليون فدان يمكن أن تزرع قمحاً وغيرها في  الشمالية وشمال كردفان.

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الخرطوم24 على تطبيق واتساب



شارك هذه المقالة