أبيار علي.. باحث سوداني ينفي صلتها بالسلطان علي دينار

أبيار علي.. باحث سوداني ينفي صلتها بالسلطان علي دينار


 

الخرطوم: نجاة حاطط

تعقيبا  على محاضرة “سلطنة الفور وطريق الحج الإفريقي”التي قدمها د.معتصم يوسف مصطفى – الأستاذ الجامعي بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية – بمنتدى سبتية مركز العز بن عبد السلام الثقافي للدراسات العربية الإسلامية الأفريقية بمقره الدائم بشمبات السبت قبل الماضي رصدت “الخرطوم24 ” بعض ما أثارته المحاضرة من عصف ذهني وجدل كثيف تبرزه المحررة من خلال هذا التقرير.

هذا وقد عقب على المحاضر الباحث حسين الضرير أمين المكتبة العلمية بالمركز قائلا :إنه من خلال الوثائق التاريخية ثبت في المنهج العلمي أن سلطنة الفور الإسلامية كانت تبعث صرة إلى الحجاز عبر طريق الحج الأفريقي، مضيفاً أنه لم تكن تستخدم كلمة “المحمل “بل كانت تستخدم  كلمة “الصرة ”  لوصف ما كانت تبعث به دارفور إلى أرض الحرمين الشريفين.
وأشار الضرير إلى أن عهد سلطنة الفور بالصرّة أقدم من عهد السلطان علي دينار، فقد كان أسلافه من السلاطين يبعثون الصرة إلى الأراضي المقدسة، حيث بدأت سلسلة سلاطين الفور بالسلطان سليمان سولونق والذى تربع على عرش مملكة الفور في عام 1640 وتوالى بعده على المنصب نخبة من السلاطين من أشهرهم موسى  بن سليمان سولونق، وأحمد بكر، ومحمد دوره، وعمر ليل، وأبو القاسم، ومحمد تيراب، وعبد الرحمن الرشيد، ومحمد فضل، ومحمد حسين، وإبراهيم قرض. وكان السلطان علي دينار آخر سلاطين الفور وقد لقي مصرعه في معركة برنجية –بواسطة كتيبة من الجنود السودانيين- العاملين في خدمة جيش الاحتلال الإنجليزي، في عام 1916م بقيادة هيدلستون  الذي أصبح فيما بعد حاكما عاما للسودان.

في صعيد  آخر نفى الباحث أبوعاقلة إدريس أمين المنتديات العلمية بالمركز نسبة أبيار علي إلى السلطان علي دينار، قائلا إن بئر علي ميقات مكاني من مواقيت الحج في ذي الحليفة، مستشهدا بباب “مهلّّ أهل مكة للحج والعمرة” في “فتح الباري بشرح صحيح البخاري ” حيث شرح مصنفه الإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 773 -852 ه الحديث: ”   حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم وقّّت لأهل المدينة ذا الحليفة ” وشرح الحافظ ابن حجر ذا الحليفة –بالمهملة والفاء مصغرا- معرفا ميقاته المكاني بأنه ” مكان معروف بينه وبين مكة مائتا ميل غير ميلين .قاله ابن حزم ، وقال غيره : بينهما عشر مراحل .وقال النووي : بينها وبين المدينة ستة أميال ،ووهم من قال بينهما ميل واحد وهو ابن الصباغ، وبها مسجد يعرف بمسجد الشجرة خراب، وبها بئر يقال لها بئر علي”.
واستشهد أبوعاقلة كذلك في نفي نسبة أبيار علي إلى السلطان علي دينار كما هو شائع –مع الإقرار بعظيم مكانته ورفعة سلطنته وذودها عن بيضة الإسلام ومنافحتها عن حرمات المسلمين – بالأدب الشعبي السوداني، ومنه قول المادح الشعبي القريشي الذي نظم في فن المديح النبوي الشعبي، في قصيدته التي سار بذكرها الركبان:

مشتاق والسفر نويتو
لزيارة الرسول  في بيتو
العاجبني دابي لقيتو

ومنها قوله وهو الشاهد :
من أبيار علي اندليتو
شفت النور شلع فوق بيتو
ياحجاجنا جملة بكيتو
جدولن العيون  حتيتو

وإذا علمنا أن القريشي معاصر لحاج الماحي 1788  -1871 م وكلاهما من مداح عهد التركية السابقة، بطلت نسبة أبيار علي إلى السلطان علي دينار الذي استشهد في معركة برنجية سنة 1916م.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس



شارك هذه المقالة