الخرطوم: الخرطوم24
أعلن الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة، تأييده لمبادرة نداء السودان التي أطلقها الخليفة الطيب الجد ود بدر.
وأكد الاتحاد في بيان اليوم الجمعة، أن ما جاء في المبادرة من بنود هى البنود ذاتها التي ظل الاتحاد يدعوا لها منذ نشأته، حيث أعلن عنها سابقا في نوفمبر من العام الماضي في بيان شامل وعقد لها مؤتمرات صحفية. وأخرها البيان الصادر في 18 نوفمبر 2021.
وفيما يلي ومن باب التذكير تنشر “الخرطوم24” بيان الاتحاد الذي أصدره في 18 نوفمبر 2021 :
﷽
بيان الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة حول مآلات الأحداث في السودان
الحمد لله القائل ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾.آل عمران 104-
والصلاة والسلام على النّاصح الأمين القائل ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم .
أما بعد:
فإنّ الاتحاد السوداني للعلماء والأئمّة والدُّعاة الذي يمثل بمنهجه الشامل ووثيقته الواضحة الغالبية من أهل السودان ، وبعضويته المتنوعة التي نشأت بعد ثورة ديسمبر 2019 م لجمع الأمّة ومواجهة التحديات الماثلة ،التي تهدد هُوية المسلمين في السودان وثوابت دينهم وأصول مِلّتهم
وبما أن الظرف الحالي الذي يمر به أهل السودان يقتضي البيان والنّصح فنرى أنّه من الواجب علينا أن نعيد القول ونكرر ونذكر بالآتي :
أولاً :
عقد الاتحاد مؤتمرين صحفيين سابقين كان الأول بتاريخ 25/ 8/ 2020م والثاني بتاريخ 21/10/2020م أشار فيهما إلى فشل حكومة الفترة الانتقالية المسماة – بالحرية والتغيير – في إدارة شؤون البلاد ومصلحة العباد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وصحة وتعليماً وكان ذلك بإعترافاتهم ، وبناء على تلك المعطيات طالب الاتحاد بحلِّ تلك الحكومة التي لا تمثل أغلبية الشعب السوداني ولا تُلبِّي أشواقه واستبدالها بحكومة كفاءات وطنية مخلصة تدير الفترة الإنتقالية بجدارة وتمهد لانتخابات حرة ونزيهة . والاتحاد ما زال يؤكد ذلك كما أكَّد سابقاً في المؤتمرين الصحفيين أنّ هوية أهل السودان هي الهوية الإسلامية التي لا تقبل المساومة ، ولا ينازع فيها إلا جاهلٌ بنسبة المسلمين في السودان التي تجاوزت 97% ، أو متجاهل يكره الإسلام وأهله.
ثانياً :
إنّ الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة يؤكد أنّ مشاكل السودان التراكمية المزمنة سببها الأنظمة الحاكمة المتعاقبة وأعوانهم الذين قدموا مصالحهم الانتمائية وشهواتهم الدنيوية على حساب الدين والوطن . ولا مخرج من هذا التردي إلا بالرجوع إلى الله بصدق وإنابة ورغبة صادقة في إصلاح الوطن والمواطن ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾الرعد 11-
ثالثاً :
إنّ السودان بلد واسع الأرجاء متنوع البيئات، قد خصّه الله بخيرات كثيرة وموارد متعددة ومتجددة تجعله من دول الرفاهية إذا أحسن استغلال خيراته وإدارتها بقيادة راشدة تتحمل المسؤولية وأمانة الحكم وتحقق قول الله تعالى ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾.الحج- 41 وتنهض بالسودان في كل مجالات الحياة وتأخذ أسباب النهضة .
رابعاً :
محاسبة كل الذين ثبتت إدانتهم قضائيا من الذين أجرموا في حق الله والشعب والوطن وقتلوا الأبرياء ونهبوا الأموال العامة والخاصة ، ولاسيّما الذين ثبت تخابرهم مع الدول الأجنبية ونفذوا خططهم الماكرة الخبيثة ضد السودان وهويته وأمنه واستقراره . كما يطالب الاتحاد باطلاق سراح الذين لم تثبت إدانتهم قضائياً وتعويضهم مادياً ومعنوياً ، ومحاسبة من ظلمهم .
خامساً :
رسالةً إلى عقلاء السودان أن خذوا حذركم فليس كل الوسطاء في الشأن السوداني يدعون إلى الخير
بل هي وساطات ماكرة لاتريد استقرار السودان وإنما تريد تأخير الحسم لتتفاقم الأزمات وينفرط عقد الأمن والأمان
وخصوصا بعض الوساطات الدولية والأممية وبالأخص الأوروبية وصدق الله العظيم القائل :﴿ مَّا يَودُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهلِ الْكتَابِ ولَا الْمُشْركِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيكُم مِّن خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُم ﴾ فهذه أية محكمة تكشف حقيقة الوساطات والبعثات الأممية؛فأُمّة النصارى واليهود مادخلوا في شؤون المسلمين فأتوا بخير؛لا في العراق وسوريا أواليمن وليبيا واليوم في السودان
سادساً :
ضرورة إعادة النظر في الوثيقة الدستورية قبل اعتمادها دستورًا للبلاد
وأن يراعوا في الدستور الذي يوضع ليكون منهاجاً لأهل السودان جملةًً من الثوابت الأتية :
أ- أنّ الإسلام هو دين الدولة وهوية أهله .
ب- كل التشريعات التي تساس بها الدولة في نظامها السياسي والتشريعي والقضائي والاجتماعي والاقتصادي والعلاقات الدولية يكون مصدرها الشريعة الاسلامية .
ج- عدم إدخال أي تشريعات بشرية وضعية تخالف تشريع الله وحكمه ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾المائدة50
د- يراعى في هذا الدستور حقوق غير المسلمين التي كفلتها لهم الشريعة الإسلامية المتعلقة بدينهم ودور عباداتهم وأحوالهم الشخصية وسائر حقوقهم المنصوص عليها .
سابعاً :
يدعوا الاتحاد أهل السودان إلى الاعتصام بحبل الله المتين ودينه القويم وترك التنازع والاختلاف الذي يؤدي إلى الفشل قال تعالى ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ﴾ آل عمران – 103.
وقال تعالى ﴿وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين﴾الانفال46
كما يدعوا إلى تجاوز العصبية أيّاً كان مصدرها لأنها تناقض قول الله تعالى ﴿ إنما المؤمنون إخوة ﴾ الحجرات – 10
وقوله ﴿ إنّ هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ﴾ الأنبياء – 92 وقوله ﴿ يا أيها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم ﴾ الحجرات – 13 . وقوله ﷺ( كلكم لآدم وآدم من تراب ) .
وبناء على المعطيات السابقة فإنّا ندعوا إلى حوار شامل لجميع المكونات السودانية والتعاون على البر والتقوى وسد الخلل بما يجنب البلاد الفتن ويصحح المسار لما فيه خير البلاد والعباد . وهنا لا ننسى دور أهلنا في الشرق ونشيد بالروح الحضارية والمسؤولية التي أبدتها قيادات الشرق مما يحتم سمة أخرى لتفعيل الحوار مع جميع المكونات دون استثناء .
والله المسؤول أن يجنب السودان الفتن ماظهر ومابطن وأن يلم شمل البلاد ويحفظها من كيد الكائدين
الأمانة العامّة
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس