ورشة إقتصاديات الصحافة ..متى سيتوقف إنهيار الصحف ؟؟


 

الخرطوم : هالة حافظ

تعرضت الصحافة في الفترة السابقة لعدة معوقات حالت دون استمرارها أولها عدم استقرارها بسبب الوضع السياسي وتعقيدات المشهد إضافةً إلى سوء الأوضاع الإقتصادية وإرتفاع تكاليف الإنتاج والجبايات هذه العوامل أدت إلى إغلاق أكثر من (20) صحيفة في فترة لاتتجاوز الثلاث سنوات. وخلال ورشة إقتصاديات الصحافة التي عقدت أمس بقاعة الشارقة بالتنسيق مع مجموعة شركات (دال) تناولت الورشة التحديات التي أعاقت العمل الصحفي بالبلاد
فيما أفصح رئيس تحرير صحيفة (السوداني الدولية) محجوب عروة عن تحديات الصحافة بالبلاد ، وكشف عن فساد بشركات إتصالات كبرى تقوم بإبتزاز الصحفيين وتغير مسارات الصحف وفقاً لمصالحهم الخاصة ، مشيراً إلى إنها تأثرت سلباً بالأنظمة الدكتاتورية وتقلبات الوضع السياسي بالبلاد، وأوضح أن موقف الصحافة أصبح طارداً لجهة التهميش الذي تتعرض له الصحف بجانب المصادرة التي تتم من قبل السلطات الأمنية إذ أن الأنظمة أضعفت الصحافة وجعلها صحافة إثارة وهدمت الديموقراطي خاصةً بعد ثورة أكتوبر إذ أنها قيدت حريتها موضحاً أن ضعف إقتصاد الدولة وإرتفاع تكاليف الإنتاج أثر أيضاً سلباً على الصحافة وأضاف : مجلس الصحافة أصبح جبائياً بجانب سلبية دور الناشرين وإنعدام التحدي خاصة مع عدم وجود نقابة تمثل الصحفيين وتضغط على الحكومة، لافتاً إلى الحلول التي تم تقديمها في عام 2003م بتكوين شراكة ذكية وذلك بدمج عدد من الصحف مشيراً إلى أن المشروع لم ينجح وأضاف حسب قوله : (خفنا تصبح شراكة غبية) ، وذلك لتدخل الدولة في العمل الصحفي مشيراً إلى أن الخلافات الشخصية أيضاً أثرت في فشل هذه التجربة وذلك لأن الصحافة مهنة حساسة تعيش في بيئة شديدة التعقيد وأضاف عمر الصحافة السودانية (120) عاماً ولكن الواقع يؤكد أنها لم تكمل عامها الأول بسبب عدم المؤسسة و الإنقلابات العسكرية التي منعت التطوير وتراكم الخبرات للقيام بدورها المنوط بها وهو الاستقلالية في تناول الموضوعات ومن ثم تحقيق الإنتشار الواسع، موضحاً أن طبيعة ملكية الصحف الحكومية تؤثر على النشاط الإقتصادي لجهة أن الدولة هي من تتولى مهمة الإنفاق عليها أما الصحف ذات الملكية الخاصة تعبر عن مصالح رجال الأعمال بتنافسها في السوق وهذا مايحدد إلى أي مدى تمثل المجتمع، منوهاً إلى تدهور المستوى المهنى وإنعدام التدريب وتسيس الصحفيين الأمر الذي أدى إلى إن يكون الصحفيين جزءاً من السياسة وطالب الحكومة بضرورة خفض أو إعفاء مدخلات صناعة الصحف داعياً النقابة الجديدة إلى ضرورة إنقاذ المهنة.
وفي ذات السياق أكد رئيس تحرير صحيفة (إيلاف) الإقتصادية د. خالد التجاني على أهمية الدور الذي تقوم به الصحافة الحرة المستقلة التي تعبر عن المجتمع وقيمه وأخلاقه ويجب أن تكون ديمقراطية لتلعب دور التوازن بين السلطة والمجتمع لجهة أنها مؤسسة نبع عام وليست سلعة كغيرها من السلع إذ أنها ترتقي بالعقول و تعتبر مهنةً وحرفةً لها منظومة قيمية يجب أن تتمتع بالحس القيمي مشيراً إلى أن النظم الديموقراطي أيضاً تتغول عليها، منوهاً إلى أن الصحافة تعتبر صناعة تستهدف السوق لجهة أن الإعلان يمثل 30 ٪ من عائدات الصحف إذ أنها عملية إنتاج لوجود المنصرفات وهي تجارة لها أساسيات رأس مال و القدرات الذاتية لتحقيق الربح ، مشيراً إلى أن التضخم الإقتصادي ساهم في إنهيار الصحافة لإرتفاع تكاليف الإنتاج مؤكداً على إغلاق حوالي (20) صحيفة في فترة لاتتجاوز ثلاثة أعوام بسبب الأوضاع المذرية للصحفيين و وقال إن الكميات التي يتم توزيعها من الصحف لايتجاوز (60) الف نسخة في الوقت الحالي في حين أن عدد السكان (46) مليون نسمة وهذا يؤكد على حجم التدهور المريع الذي تعرضت له الصحف، موضحاً أن مواقع التواصل شكلت بديلاً للصحافة لكنه غير مفيد واصفاً الوضع بالقاتم.

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الخرطوم24 على تطبيق واتساب



شارك هذه المقالة