هل هنالك نسختين من عبد الفتاح البرهان؟

هل هنالك نسختين من عبد الفتاح البرهان؟
هل هنالك نسختين من عبد الفتاح البرهان؟

الخرطوم 24

ألقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان خطابين مختلفين عن بعضهما خلال 12 ساعة، مما أثار تساؤلات حول وجود نسختين من البرهان، أو حول تناقض مواقفه.

في الخطاب الأول، الذي ألقاه البرهان في الخرطوم يوم الأربعاء، قال إنه لا يوجد اتفاق مع المتمردين، وسيستمر الجيش في القتال حتى آخر رجل. وفي الخطاب الثاني، الذي ألقاه عبد الفتاح البرهان في القاهرة يوم الخميس، قال إنه يسعى إلى إيقاف الحرب ومعانات الشعب السوداني، ولا توجد نزعة لدى القوات المسلحة للاستيلاء على السلطة.

ويقول بعض المراقبين إن الخطاب الأول يعكس موقفاً متشدداً من البرهان، ويشير إلى أنه لا ينوي التنازل عن السلطة بسهولة. أما الخطاب الثاني، فيعكس موقفاً أكثر مرونة، ويشير إلى أن البرهان يسعى إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السودانية.

ويقول مراقبون آخرون إن الخطابين لا يتناقضان، بل يعكسان مواقف مختلفة للبرهان، حسب الظروف والجمهور المستهدف. ففي الخطاب الأول، كان البرهان يخاطب الجيش السوداني، ويؤكد له عزمه على مواصلة القتال. أما في الخطاب الثاني، فكان البرهان يخاطب المجتمع الدولي، ويسعى إلى إرضاءه.

وفي كل الأحوال، فإن خطابي البرهان الأخيرين يعكسان حالة من عدم اليقين والارتباك في السودان، ويزيدان من صعوبة إيجاد حل للأزمة السودانية.

هل هنالك نسختين من عبد الفتاح البرهان؟

تحليل

يمكن تفسير خطابي البرهان الأخيرين من خلال عدة عوامل، منها:

  • الضغوط الداخلية والخارجية على البرهان للتخلي عن السلطة. فقد تعرض البرهان لضغوط شديدة من المجتمع الدولي، ومن داخل السودان نفسه، للتخلي عن السلطة وتسليمها إلى حكومة مدنية. وقد دفعت هذه الضغوط البرهان إلى إطلاق خطابات أكثر مرونة، تشير إلى أنه يسعى إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السودانية.
  • الانقسامات داخل القوات المسلحة السودانية. فقد حدث انقسام داخل القوات المسلحة السودانية، بين مؤيدين للبرهان ومعارضين له. وقد دفع هذا الانقسام البرهان إلى محاولة التهدئة بين الطرفين، والتأكيد على وحدته مع القوات المسلحة.
  • الرغبة في كسب الوقت. فقد يسعى البرهان إلى كسب الوقت، وتحسين موقفه التفاوضي مع المتمردين. وقد يأمل البرهان في أن يؤدي ذلك إلى إضعاف موقف قوات الدعم السريع، وجعلهم أكثر استعداداً للتنازل.

وعلى الرغم من أن خطابي البرهان الأخيرين قد أثارا تساؤلات حول وجود نسختين من البرهان، أو حول تناقض مواقفه، فإنهما يعكسان حالة من عدم اليقين والارتباك في السودان، ويزيدان من صعوبة إيجاد حل للأزمة السودانية.

شارك هذه المقالة