الخرطوم: هالة حافظ
أقر وزير الزراعة والغابات ابو بكر عمر البشرى بوجود خلل حقيقي في الأمن الغذائي ، في حين كشف عن زراعة ( 75) مليون فدان في الموسم الصيفي الحالي في ظل وجود بشريات تأتي من الولايات بتحقيق انتاجية عالية .
وارجع في احتفالية الوزارة باليوم العالمي للغذاء “امس” نجاح الموسم لجهد مقدر من قبل المزارعين ، مشيرا الى عملهم وحرصهم لرفع إنتاجية الفدان هذا العام المتدنية عالمياً دون النظر الى المساحة تفادياً لهدر الموارد بمساحات شاسعة لا تعود للبلاد بالانتاجية المطلوبة، مؤكدا على وجود حزمة تعمل على رفع الإنتاج باستخدام البذور المحسنة ،وذكر البشرى ان العالم يعاني من عدة كوارث أهمها الحرب الروسية الأوكرانية إذ أن روسيا وأوكرانيا تنتجان (40 ٪) من الحبوب و (30٪) من زيوت الطعام وكمية مقدرة من الأسمدة ،بجانب تغيرات المناخ نتيجة لارتفاع درجات الحرارة ، وبين ان البلاد اكثر حظاً عن بقية الدول حيث لم يتعرض السودان للجفاف بل تعرض للفيضانات والتي شكلت مخاطر مختلفة ، وزاد “نعمنا بامطار كافية جيدة التوزيع وهذا مايهم “، وأوضح ان السودان يتمتع بإمكانيات كبيرة تتمثل في وجود( 175) مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة بجانب نهر النيل العظيم و5 انهر فرعية وموسمية وحوض النوبة المائي المهول بكميات كبيرة من المياه الجوفية بجانب تربة خصبة مسطحة وتعدد مناخي من الشمال للجنوب يسمح بزراعة انواع متعددة من المحاصيل والخضر والفاكهة والاشجار الغابية، ، وقال ان السودان ما زال تحت مظلة العقوبات الأمريكية التي حجبت عنه أموالا يستحقها لجهة انه عضو في الامم المتحدة والاتحادات الإقليمية، معلناً عن طرح مبادرة زراعة مليون فدان قمحا حيث يحتاج زراعة الفدان (250) الى( 300) دولار، وطالب المنظمات والمانحين اعطاء السودان من الدعم مايستحق كأعضاء ، وقال إن عقويات فرضت على أي حكومة لم تكن ذات اثر على الحكومة ولكن بسببها يموت الآلاف من الأطفال بسوء التغذية في ظل الحديث عن حق الطفل وغيره يصم الأذان، وتابع”هذه العقوبات نجحت تماما في قتل الأطفال”، وقال ان الحروب وعدم الاستقرار بالبلاد لها اثر كبير في تحويل المواطن اما الى لاجئ او نازح حيث يظلون سجناء بالمعسكرات ويتحولون من منتجين الى مستهلكين ، واصفا ذلك بالمصيبة الكبيرة ، وشدد على اهمية إنهاء هذه المعسكرات وان يتجه من فيها الى زراعتهم وانتاجهم.
وأكد ان قضية الغذاء مهمة تحتاج من الجميع الالتزام وتحمل المسؤولية، واردف ” وقوف منظمة الإيفاد مع البلاد وتدخلهم في مساعدة 11 ولاية والف قرية جهد ليس بالهين .
غاية الحزن :
إلى جانبه قال وزير الصحة الاتحادية هيثم محمد انهم في غاية الحزن جراء الاحصائيات والمعلومات المعلنة خاصة وضع الأطفال والأمهات في جانب التغذية، وكشف عن سعيهم لتغيير الوضع الحالي للأحسن فيما يخص تغذية الأطفال وطلاب المدارس والأمهات، وأضاف : ان الاحصائيات الموجودة بالوزارة محزنه لجهة ان الاحصائيات لحالات سوء التغذية الحادة تكاد تتجاوز 30٪ ببعض الولايات ، جازما بأن نسبة الوفيات بين الأطفال والأمهات من فقر الدم وفقدان المغذيات الأساسية تحتاج لتدخلات كبيرة ، واضاف أن الوضع التغذوي بالبلاد يحتاج الى تغيير ليصبح منتجاً وموفراً لغذائه ، داعياً وزارة الثقافة والاعلام لان يكون شراكاء اصليين لتصل عبرهم الرسالة الى الأمهات والأطفال للاستفادة من الغذاء البسيط الموجود للتقليل من الأعداد المتزايدة في سوء التغذية ، واعتبر الاحتفال باليوم العالمي للغذاء لفتا للنظر لجميع المنظمات والوزارات للعمل بجدية.
نواقص :
وفي ذات السياق قال مدير الزراعة بولاية الخرطوم ، سر الختم فضل المولى، إن مؤشرات الأمن الغذائي العالمي تشير الى وجود ٨٥٠ مليون جائع وقد تزاد الى ٣مليارات شخص، والتحليل الذي
صدر في يوليو من العام ٢٠٢٠ تشوبه كثير من النواقص عازياً ذلك لتفشي جائحة كورونا والاضطربات السياسية الأمر الذي أقعد بالامن الغذائي ، وتبرأ من مسؤولية غلاء أسعار السلع بالسوق ، وقال ان مسؤوليتهم زيادة الإنتاج والانتاحية ولكنهم غير معنيين بتحديد الأسعار،
وفي ذات السياق لفت السر الى ان الأمن الغذائي في ولاية الخرطوم يتعرض لتهديدات عديدة اهمها ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج ، وكشف عن وضع خطة استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي، مشيرًا إلى وجود (8) مشاريع بالعاصمة لمد أسواقها بالسلع الأساسية مثل الألبان وبيض المائدة والخضر والفاكهة، لكنها تتطلب توفير الري وصيانة الطلمبات، لاسيما وان الخرطوم بها ثلث سكان السودان الأمر الذي يتطلب توفير الغذاء ،فضلا عن وجود عدد من المشروعات التي تدعم الأسر الفقيرة لرفع قدراتها الإنتاجية والتكيف مع المناخ بالمجتمعات الريفية لمكافحة الفقر.
فجوة غذائية :
وقالت المدير القطري للصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) رشا عمر ان السودان دخل في الموسم الزراعي عند بدايته وهو يعاني من فجوة غذائية بنحو 30٪ لجهة ان انتاجية الذرة في العام الماضي كانت اقل بفعل الجفاف بجانب الاضطرابات التي حدثت بالأسواق من جراء جائحة كورونا والزيادة الكبيرة في الأسعار بجانب زيادة التضخم والوضع الاقتصادي بالبلاد ، مما ضاعف تكلفة الانتاج من 2 الى 3 مرات مقارنة بالعام الماضي، واوضحت ان دورهم مساعدة وزراتي الزراعة والثروة الحيوانية في تقديم الخدمات وصياغة الاستراتيجيات التي تمكن المزارعين خاصة صغارهم الى النهوض بمعيشتهم والقطاع الخاص بهم، واكدت ان الصندوق الدولي للتنمية الزراعية قدم التمويل اللازم لوزارتي الزراعة والثروة الحيوانية للعمل في الف قرية في 11 ولاية لتوفير خدمات المياه وتأهيل الحفائر.

