مقاربات ..رجل الدولة والارتجاليات …

مقاربات ..رجل الدولة والارتجاليات …

يوم الخميس الماضي و أمام حشود جماهيرية فى منطقة الزاكيات بولاية نهر النيل ارتجل البرهان حديثاً فيه الكثير من المواقف التي تعكس عدم تناسق افكاره بل حتي عدم تجانس مواقفه بل تؤكد محاولات الرجل الانطلاق الى حكم السودان عبر طريقة تسمى البهلوانيات أو الشفتنة على الكل أو استغباء البعض واستخدام البعض الآخر ، محاولات منه لمراوغة القوى الدولية التي ترعى وتساعد الحوار فيما يخص الفترة الانتقالية ثم الانتقال لارضاء بعض حلفائه القدامى ( الاسلاميين ) وبعض قادة الجيش الذين قد لا يعجبهم بعض بنود الاتفاق الاطاري و مغازلة المواطنين الحضور ببعض العبارات التعبوية والكلمات العاطفية والوعود على الهوا الطلق وهذه ليست مشكلة ، المشكلة انه كل هذا الحديث المبزول يمكن ان يتغير في أقرب خطاب قادم ويمكن ان يتركه في أقرب لفة ويمسك بعصي آخري مجافية تماماً لهذا الحديث ، لا ادري هل يريد الرجل ان يسطر تاريخه بهذه التناقضات ويكتب نهاياته المبكرة بآنه متخصص في نقد العهود والمواثيق ، حيث سّخر معظم حديثه و وقته في نقد حلفا النار و رفقاء القتال ومن ضحوا بآبناءهم واُسرهم وابناء عمومتهم من اجل ان يكون هذا السودان والدولة في وضع فيه توازن قوي ففقدوا اعز ما يملكون حيث رملت الكثير من نساءهم وثكلت الغفير من امهاتهم وتيتم الابناء بعدد مهول من اجل هذا البلد وهم يسطرون أسمى ايات البطولات حينها دعماً وسنداً للقوات المسلحة السودانية (الدعم السريع ) هاجم البرهان هذه القوة و وضعهم في خانة ليست محلهم خانة الخصوم ، قال بأن القوات المسلحه دعمت الإطارى عن قناعه لأنه يعالج مشاكل السودان ولكنه اشترط المضى قدما فيه بدمج قوات الدعم السريع فى الجيش قائلا قبلناه لان فيه بندا مهما جدا يهمنا كعسكريين وليس كمجلس سياده الذى وهو يعلم علم اليقين من اطلاعه على المصفوفة مبكراً أن الإتفاق الإطارى عمل على دمج الدعم السريع فى القوات المسلحة وفى نفس الوقت قال لا نقبل بالاطارى ولن نمضى فيه مالم يدمج الدعم السريع فى القوات المسلحه وقال هذا هو الفيصل بيننا وبين الحل الجارى بصيغه المجهول فكأنه لم يكن جزء من المطبخ الذي سبك الإتفاق الإطارى وهو الذي وقع عليه وذلك يدل على أن البرهان له إحساس داخلى بان الإتفاق الإطارى يحد من سلطاته و هو امر طبيعي في ظل مواكبة الدولة وان الشى الوحيد الذي يقف عائقاً بينه وبين الرجوع عن الإتفاق الإطارى هو الدعم السريع لذلك عبر بصوره انفعاليه بأن يدخل الدعم السريع تحت قيادته خلال الفترة الانتقالية ضاربا بالجداول المحدده فى الإطارى بدمج الدعم السريع ولكن الإتفاق الإطارى الذى وقع عليه هو كان واضحا فى ذلك بأن الدعم السريع جزء من القوات المسلحة ولا يجوز التصرف فيه الا بموافقة قياداته كما القوات المسلحة و وافق البرهان على ذلك والآن يريد التخلص من الإتفاق الإطارى بزريعة دمج الدعم السريع فى الجيش وانه منذ رحيل البشير فى ديسمبر كانون الاول ٢٠١٨ ظلت مطالب رئيس الوزراء السابق حمدوك والقوى السياسية ولجان المقاومة بلا استثناء هو دمج قوات الدعم السريع فى الجيش كما نص على ذلك إتفاق جوبا لسلام السودان الموقع ٢٠٢٠ فضلا عن ما أكده الإتفاق الإطارى ومازال البرهان يرسل الرسائل كلما وجد منبراً معبراً عن قلقه من الإتفاق الإطارى وكان آخرها فى ورشه جوبا لتقييم وتقويم اتفاقية جوبا لسلام السودان إذ صرح بأن ورشه جوبا (فقط ) وليس غيرها معنيه بتقييم إتفاق جوبا لسلام السودان هذا ايضاً يعني انه لا يعترف بكل الورش التى قامت في قاعة الصداقة وخاصة ورشة تقييم إتفاق سلام السودان وفق مصفوفة الإتفاق الإطارى وهى لا تعنيه بشئ وبالتالي يبحث عن سبب لتخليه عن الإتفاق الإطارى
في المقابل وفي نفس الوقت كان السيد نائبه ( حميدتى) قائد الدعم السريع وبعد تآنى وتعقل كبيرين وفى حكمه تعّبر عن حنكته السياسية وصبره والمامه بشئون اداره الدولة ومن دون انفعال كما كان يستشهد الإمام الصادق المهدي له الرحمة والمغفرة ( من فش غبينته خرب مدينته ) فى فاتحت خطابه بمؤتمره الصحفي حيا جموع الشعب السودانى وعبّر عن عظم المسئولية التى يحملها وعبر عن بساطته وخلفيته بأنه ابن باديه ربما الظرف الذى وجد نفسه فيه بسبب أنه ضحيه لعدم الاستقرار السياسي وعبر عن دعمه لثوره ديسمبر من أجل التغيير للأفضل واعترف بكل شجاعة عن مشاركته في انقلاب ٢٥ أكتوبر الذى لم يقود إلى ما كان يرغب فيه التغيير الى الافضل وأكد بأنه كان خصما على الثوره بأن أعاد النظام البائد الذى ثار الشباب ضده وأنه عاد إلى الصواب ورآى الافضل بأن تكون هناك حكومه مدنية تساهم في الانفتاح الخارجي وبعدها قدم عدة آراء تجاه ما يدور في الساحة السياسية من ضمنها تمسكه بالاتفاق الإطارى وتكلم عن القوات المسلحه باعتباره جزء اصيل منها وعبر عن احترامه وتقديره لها وانه ليس لديه مانع فى الانضمام إليها وفق الجداول المحدده فى الإتفاق الإطارى وأنه ليس هناك أحد يستطيع الوقيعة بينه وبينها كأنه يقول للبرهان يا جاره قصدك فاسمعى وأكد ما أكده البرهان بأن الإتفاق الإطارى أكد مبدأ الجيش الواحد وفق جداول زمنية متفق عليها وهذا مربط الفرس الذي يريد البرهان تغييرها بأن تصبح قوات الدعم السريع ضمن القوات المسلحة خارج الجدول وأكد بأن الإتفاق الإطارى حزمه واحده يجب تنفيذها كلها حزمه واحده وتحدث عن السلام الشامل والعادل وانه عانى من ويلات الحرب وهو يعرف معنى السلام ووجه رساله واضحه للحركات الموقعة على السلآم بأنه متمسك بالاتفاق الإطارى ورساله للحركات بأنه من الان لا نكوث عن الإتفاق وعرج وتحدث عن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع وأنه ليس ببعيد عن معاناتهم باعتبارها قضيه محورية تخص المواطن وتتلمس همومه الذي يعاني منها جرا الواقع الراهن ولم ينسى المجتمع الدولي من الوسطاء وممثل الأمم المتحدة فوكلر ودول الجوار الأفريقى وحثهم على الايفاء بالتزاماتهم تجاه قضيه السلام فى رساله واضحه بأنه مع كل من يقف فى شأن استقرار السودان ووجه رساله واضحه إلى عناصر النظام البائد وكان يجب عليه أن يرتفع ويسموا عن الخطاب الذي يدخل الخوف والرعب على بعض المواطنين الذين يعتقدون أنهم من النظام البائد التى تسبب الكراهية والتباعد ويكون قائد حقيقي يبث الطمأنينة وختم حديثه بأن أكد للشعب السودانى بأنه ماضى فى الإطارى وكلمة و عهد قطعها ولن يتراجع عنها ، فكانت الكلمات برداً وسلاماً على شعب السودان ورداً محترم للبرهان بطريقه بها الكثير من المفاجآت خاصه الذين لا يريدون الاستقرار السياسي فى هذه المرحلة الحرجه التى يمر بها السودان ..

شارك هذه المقالة