الخرطوم : نجلاء عباس- هالة حافظ
في الفترة الماضية تواصلت التهديدات من قبل تحالفات وحركات وأحزاب في شرق السودان بإغلاق ميناء بورتسودان الجنوبي ، رفضًا لتوقيع قادة الجيش السوداني اتفاقًا اطاريًا مع بعض الأحزاب والقوى السياسية، وهددوا بإغلاق كامل لكل الموانئ وخطوط السكك الحديدية، ويترتب على هذا الاغلاق خسائر فادحة في حركة الصادرات والواردات مما يؤثر على الاقتصاد ويؤدي إلى دماره وذلك بتوقف عمليات الشحن وتضاعف أسعار السلع بسبب زيادة التكاليف..
جهات خفية
فيما اتهم النقابي بالموانئ المهندس سامي الصائغ جهات خفية بتحريك وتسخين الشارع واستغلال مطالب وحاجة الشباب وقال الصائغ لـ(الخرطوم24) ان كل الجهات والاحزاب الرافضة للاتفاق الاطارئ تحاول الاصطياد في المياه العكره مشيرا الى ان عمال المبناء اصبحوا اكثر وعيا باهمية الميناء بالنسبة اليهم الامر الذي جعلهم لا يتجاوبون ولا يتعاونون مع اولئك الشباب واكد سامي ان العمال اصبحوا يدا واحدة وكل ما تمر ازمة نجلس مع الجميع لايجاد الحلول والسماع الى مطالبهم وقال لا ننكر ان انسان الولاية مظلوم وان المسؤولين بعيدون عن اوضاع المواطنين ويطلقون وعودا فقط دون التنفيذ مما يغضب الشباب ويحركهم الى الشارع واضاف لابد من ابتعاد الكيزان والمكون العسكري من الحكم وتسليمها للمدنية . ولفت الى ان اغلاق الميناء لم يؤثر على حركة شركات الملاحه نسبة ان العمال مواصلون عملهم ولم يتأثروا به واكد الصائغ انه حال صدق تهديدهم باغلاق الميناء مرة اخرى فلن تتوقف الحركة فلدينا بدائل اذا اغلق الميناء الجنوبي فالميناء الشمالي يعمل وتتحول البضائع عن طريقه . وشدد على اهمية ان تنظر حكومة الولاية الى مصالح المواطنين والاهتمام بقضاياهم وذلك عن طريق اقامة مشاريع انتاجية تقضي على الفقر والعطالة وتحسسهم باهتمام الحكومة وحرصها على تحسين معاش المواطنين وقال ان معظم المشاكل تأتي الولاية من الخرطوم ووجود المسؤولين هناك وعدم معرفتهم التعامل مع اهالي البحر الأحمر وقبائله المتنوعة .
سد العجز
أما كابتن بحري احمد مختار يقول لـ(الخرطوم24) ان الاغلاق بسبب مطالب التوظيف وتعيين الشباب في الميناء مشيرا الى ان الطريق امام سودان لاين ما زال مترسا واكد ان الاغلاق له آثار سالبة على البلاد وعلى سمعة الميناء بين دول الخارج ويعطل العمل وتكديس الحاويات كما يعقب ذلك محاولة سد العجز وزيادات الرحلات المجدولة التي لاشك انها ستتوقف ان تم الإغلاق لافتا الى ان الوضع الحالي يسير بهدوء والبواخر تواصل رحلاتها والبضائع تنزل بشكل منتظم وتتوزع لبقية الولايات وقال لكن ان حدث اغلاق فكل ذلك سيتوقف وسيدخل الجميع في خسائر لا حصر لها مؤكدا ان الميناء هو بوابة البلاد واعتمادها على إيراداتها .
تدخلات غير شرعية
وفي المقابل اكد المدير العام لهيئة الموانئ البحرية الاسبق اونور محمد آدم بأنه حال تم إغلاق ميناء بورتسودان فهذا يعني إغلاق حركتي الصادرات والواردات ، وأشار في حديثه لـ(الخرطوم24) إلى الآثار الضارة التي تترتب على عمل الميناء في التداولات اليومية للبضائع وتراكمها لفترات طويلة تؤدي إلى ارتفاع تكاليف غرامة التأخير مما يؤثر سلبا على سمعة الميناء ، وطالب الدولة بالوقوف على هذا الأمر وإيقاف التدخلات غير الشرعية وايجاد آلية حكومية تمنع هذا التصرف لجهة انه ليس من حق اي شخص إغلاق ميناء بورتسودان القومي.
متلازمة إغلاق الميناء
وفي الاثناء اكد رئيس شعبة مصدري الاقطان بالغرفة التجارية صلاح محمد خير على تأثير الميناء لحركة صادر الاقطان حال تم الاغلاق للميناء لجهة ان البواخر ستهرب من ميناء بورتسودان ونقل الحاويات عن طريق موانئ أخرى وأشار في حديثه لـ(الخرطوم24) أن المصريين رفعوا رايتهم بعمل موانئهم المصرية للسودان حال تم إغلاق الميناء منبهاً الى ان هذا الأمر سيؤدي إلى زيادة النولون البحري بمبالغ ضخمة وسيؤثر على أسعار صادرات للقطن وعدم تصديره ، وأضاف عدد الحاويات أصبح قليلا لجهة تحويل شركات الملاحة إلى دول أخرى، وكشف عن أن سعر النولون ارتفع من ٥٠٠ دولار للحاوية ٤٠ قدما الى ٥ آلاف دولار بسبب متلازمة اغلاق ميناء بورتسودان لجهة انه ادى إلى ارتفاع تكاليف الصادرات للشحن البحري بجانب عدم وجود حاويات وهروب البواخر او شركات الشحن حيث انخفض عدد البواخر من ٢٥ باخرة أسبوعيا إلى ٣ بواخر فقط بسبب الاغلاق ، ودعا الدولة بالتدخل الفوري وحل مشكلة الشرق.
دمار الاقتصاد :
وفي ذات السياق جزم عضو الغرفة التجارية المستورد معاوية ابايزيد بأن إغلاق شرق السودان يعتبر دمارا شاملا للاقتصاد لجهة ان جميع الصادرات والواردات تأتي عن طريق ميناء بورتسودان، وطالب في حديثه لـ(الخرطوم24) الدولة بضرورة الجلوس مع أهل الشرق وحل مشاكلهم لتفادي هذا الاغلاق خاصة وان البلاد تشهد موسم حصاد وأضاف : بالرغم من المشاكل التي تعاني منها البلاد سيؤدي الاغلاق لزيادة في رفع أسعار السلع والخدمات وإيقاف القطاع الصناعي والزراعي ، ودعا لضرورة تشييد ميناء حلفا البري بوضع اتفاقية او بروتوكول مع الحكومة المصرية باستخدام ميناء العين السخنة بغرض تسهيل الاجراءات للواردات والصادرات السودانية ودفع رسوم موانئ العين السخنة وتصديرها دون أي تأمين لجهة ان هناك إجراءات تزيد من حجم التكاليف وهذا هو البديل المناسب الى حين حل مشكلة الشرق بجانب تجهيز ميناء ارقين لاستقبال البضائع وسرعة في التخليص للواردات والصادرات، وطالب ابايزيد بضرورة إيقاف عملية الكشف باليد معتبرا اياها عملية تقليدية واستخدام عملية الكشف بالاشعة لجهة انها طريقة مضمونة وسريعة وتابع : اي إجراء خاطئ يرفع من تكاليف النولون.
كارثة حقيقية :
وفي ذات الاتجاه قال مصدر بالغرفة القومية للمستوردين فضل حجب اسمه عندما يحدث إغلاق للميناء او الطريق او حتى اضراب يؤدي إلى آثار كارثية على عملية الصادرات والواردات ويصبح المتضرر الأول والوحيد المواطن السوداني لجهة ان الشركات ستوقف عملية الشحن للسودان بسبب الظروف الأمنية او أن تقوم الشركات بمضاعفة السعر ويتحمل هذه التكاليف المواطن في ظل ركود غير مسبوق ، وطالب المصدر في حديثه لـ (الخرطوم24) الدولة بضرورة فرض هيبتها ، وجزم بأنه حال تم إغلاق الميناء سترتفع اسعار السلع والخدمات إلى أرقام فلكية وتترتب اعباء اضافية على المواطن الغني عن أي زيادات جديدة ، وزاد : شركات الملاحة ستأخذ وقتا كبيرا إلى حين عودة عملها حال تم الفتح بعد عملية الاغلاق وهذا تأثير سلبي إضافي على حركتي الواردات والصادرات إضافة إلى فقدان المصداقية لشركات الملاحة البحرية ، بجانب اختلال الميزان التجاري للدولة.
اتجاه خطير :
وفي المقابل أشار المتحدث الرسمي بإسم حزب البعث الاشتراكي عادل خلف الله إلى أن إغلاق شرق السودان حال تم سيؤدي إلى عواقب وخيمة واكد في حديثه لـ(الخرطوم24) الى ان اخذ الحقوق باليد يعتبر اتجاها خطيرا والأطراف التي تهدد بإستخدام الأغلاق سبق وأن استخدمت من خلال استخدام القضايا المشروعة لشعب السودان بالشرق لاعاقة الانتقال الديمقراطى والتمهيد للانقلاب وبعد الانقلاب الأطراف التي كانت تتوعد وتستخدم عملية التعويض الديمقراطى صمتت بما يقارب العام بما يعني أن الأمر يعتبر توظيفا سياسيا لقضية شرق السودان في غير مايعبر عن تطلعات الشعب باعتبار أن الأغلاق بشكل عام الحق أضرارا اقتصادية فادحة َاكثر المتضررين الشعب في شرق السودان نفسة باعتبار أن ميناء بورتسودان به قوى عاملة متعددة المهام والوظائف ومدينة بورتسودان يعتبر الميناء بالنسبة لها اوكسجين حياة إضافة لما يشكله الطريق للعاملين في التخليص الجمركي وقطاع النقل والخدمات المتنوعة سواء في بورتسودان وكافة المدن على امتداد الطريق ابتداء من بورتسودان الى عطبرة وأشار في حديثه لـ (الخرطوم24) الى أن الاغلاق تسبب في آثار فادحة وتابع على طريق الاقتصاد الكلي أدى الى عزوف العديد من النواقل البحرية في التوجه إلى ميناء بورتسودان واعتبرها منطقة محفوفة ومن وافق على الاستمرار بالرغم من هذه المخاطر رفع بمعدلات كبرى قسمك التأمين والنقل اما فيما يخص الإيرادات العامة يؤدي الاغلاق الى خفض الإيرادات الضريبية والجمركية مما ينعكس على الميزان التجاري وتابع بمجرد التلويح لإغلاق الميناء الرئيسي للسودان يلحق اضرارها فادحة في حركة الصادرات والواردات السودانية، وتابع هناك مطالب مشروعة يتم التعبير عنها سلميا ولكن تم التأكيد لأكثر من اي وقت مضى أن الزعامات الأهلية التي ترفع قضايا مناطقها من ضمنها الشرق استخدمت في إعاقة الانتقال الديمقراطى والتحريض الذي تم في انقلاب ٢٥ اكتوبر الآن يتم استخدامها لزعزعة الاستقرار وضغط متعدد الأطراف لاستيعاب مزيد من القوى فيما يجري ترتيبه الآن بإسم الحل الاطاري بمعنى أن هناك دوافع وأهدافا سياسية من التلويح بإغلاق الطريق.
آثار سالبة
ويقول العميد الاسبق لكلية الاقتصاد بجامعة النيلين بروف كمال احمد يوسف (للإنتباهة) ان إغلاق الميناء له آثار سلبية على الاقتصاد السوداني من خلال ايقاف الصادر والوارد واشار الى ان انخفاض الصادر يعني ضعف موارد الدولة وينعكس ذلك على عدم سداد النفقات العامة وضياع سوق السلع السودانية في الخارج وسوف يكون لهذا آثار سلبية في المستقبل من اجل إعادة اسواق السودان خارجيا. اما انخفاض الواردات يعني زيادة الطلب على العرض وهذا مؤشر لارتفاع الأسعار وحدوث تضخم وقد يصل الامر الى الندرة بالإضافة الى الضرر في خدمات الصحة والتعليم والامن. كل ذلك لعدم وجود ميناء آخر للسودان. وللاسف الحقوق في السودان تؤخذ بالقوة إما التمرد او الإغلاق. واخشى اغلاق طريق الشمال وكل ذلك نتيجة عدم الوطنية لدى السياسيين ولايهمه وطن او مواطن. للاسف مايحدث وماحدث سابقا من تخلف وحروب وحصار بسبب هؤلاء السياسيين.
