الخرطوم: الخرطوم24
طالب رئيس المجلس العلمي لجماعة أنصار السنة المحمدية الإصلاح، دكتور حسن أحمد الهواري، المشايخ والعلماء والدعاة وطلبة العلم والقياديين في العمل السلفي بضرورة النظر المتفحص في الواقع، والتأمل في مجريات الأحداث، والمسارعة بعقد مشاورات واسعة بينهم لبحث الموقف واتخاذ ما يلزم تجاه ما يجري في البلد.
وقال دكتور حسن في بيان، مذكراً التيار السلفي، بأن الواقع يحتاج منهم لقراءة صحيحة ونظر وتأمل وسعي جاد للتأثير الفاعل وفق المنهج السلفي الإصلاحي، وأن يقوموا بمسؤليتهم كاملة تجاه الأمة في هذا الظرف الحرج من تاريخ البلاد.
وفيما يلي تنشر “الخرطوم24” نص البيان كاملا
بسم الله الرحمن الرحيم
*كلمة للسلفيين*
د. حسن أحمد الهواري.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه، وبعد:
فلا يخفى على متابع مهتم بشأن بلادنا ما تمر به في هذا الوقت الحرج من منعطفات خطيرة من تاريخها، كما لا يخفى على متابع حجم التحركات والعمل السياسي الدؤوب الذي تنخرط فيه الأطراف المتنوعة والمختلفة، مما يوجب على أهل السنة كغيرهم من مكونات الأمة السودانية اليقظة والانتباه، وضرورة التفكير الجاد والسعي الحثيث في تقديم ما فيه مصلحة البلاد ومحاولة إنقاذها من أزمتها ومدافعة الباطل.
⛔ وفي ظل هذا الواقع الخطير والمشحون والمضطرب أقدم هذه المخاطبة التي أرى أن واجب المرحلة يفرضها، وأن الحال يقتضيها، وأوجهها للسلفيين خاصة.
🔹 *فأقول وبالله التوفيق:*
▫️ *أولا*: أعني بالسلفيين أصحاب العقيدة الصحيحة والمنهج السلفي القائم على اتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وأصحاب القرون المفضلة، وخاصة العلماء والمشايخ وطلبة العلم والقياديين والدعاة إلى الله، وكل من التزم أصول مذهب السلف، ولا عبرة بشذوذ دعاة التجريح الذين لا يرون سلفيا إلا أنفسهم مع مخالفتهم الظاهرة لهدي السلف الصالح، فهؤلاء لا عبرة بخلافهم وشذوذهم وشأنهم مع السلفيين كشأن أبي بكر الأصم، وأبي إسحاق بن علية، وأبي إسحاق النظام مع الفقهاء وأهل العلم، فأقوالهم شاذة غير معتبرة.
▫️ *ثانيا:* خاطبت أهل بلادي مرارًا وتكرارًا وخاصة المسلمين منهم، وهم وإن كانوا معنيين بشأن بلادنا، وهم محل تقديرنا وعنايتنا لكني في هذه الكلمة أخاطب السلفيين بخصوصهم؛ لأن بقية مكونات الشعب جميعا منخرطين ضمن مجموعات أو مؤسسات أو هيئات أو جماعات تعمل صباح مساء للتأثير في الواقع وفق رؤيتها، ولهم أثر واضح وصوت ظاهر، ولكني لا أرى للسلفيين مشاركة بحجمهم في الواقع السوداني والتأثير الإيجابي فيه وأخص منه السياسي؛ لأن دورهم في التعليم والدعوة والإرشاد وتبصير الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ظاهر بحمد الله، وفقهم الله وزادهم هدى وتوفيقا.
▫️ *ثالثا*: لا يخفى على ذي عقل التغيرات المتسارعة والإرهاصات التي تؤشر إشارات قوية إلى التوجه نحو إيجاد واقع جديد لحكم البلاد، ولا ريب أن الواقع الذي سوف يتشكل سيكون له الكلمة في الحكم الانتقالي والأهم من ذلك سيكون له الأثر الكبير في تشكيل الواقع بعد ذلك، وأهم شيء في هذا الترتيبات الدستورية والقضية المهمة والخطيرة وهي علاقة الدين بالدولة، ورسم ملامح الحكم في السودان.
▫️ *رابعا*: لا يخفى على ذي لبّ أن تجمع السلفيين يمثل أكبر وحدة مفاهيمية في الكتل السودانية، فهو وإن بدا للناظر مختلفا لكنه في الواقع متفق على أصول مذهب أهل السنة والجماعة وكلياته وثوابته، فالواجب أن يكون له تأثيره في الواقع السوداني السياسي، وصناعة القرارات ورسم مستقبل السودان، وخاصة ما يتعلق بعلاقة الدين بالدولة، الواجب أن يكون تأثيره في هذا واضحا وقويا، وهذا يتطلب عملا وخطة وبرنامجا، وإلا ستتجاوز الأحداث هذا التكتل المهم ولا يكون له أي أثر فيها، وسيكون تبعا لما تفضي إليه أعمال غيرهم كعامة الناس.
▫️ *خامسا:* لا أطالب أهل السنة بفعل المستحيل ولا المنكر عياذا بالله، لكني أطالبهم بالقيام بعمل فاعل وفق “المباح المتاح”، حسب ما يقتضيه النظر الفقهي الصحيح؛ فشريعتنا شريعة كاملة وافية بنوازل العصر كلها حتى السياسية.
❓فأين دور فقهائنا في هذه النوازل؟
❓وأين توجيههم لعامة أهل السنة بالموقف السليم تجاه هذه الأحداث والمتغيرات؟
❓وأين تأثيرهم في مجريات الأحداث؟
❓لماذا لا يقدم أهل السنة مبادرة لحل الأزمة؟ هل هم عاجزون؟ أم غافلون؟ أم ماذا؟
❓ولماذا لا يطرح أهل السنة مشروع وثيقة دستورية تنافس الوثائق المطروحة، حتى لو رفضت أو أخذ منها بعض دون بعض؟
❓ولماذا لا ينظر أهل السنة في الاتجاهات المطروحة والوثائق المعلنة لدراستها والنظر في الموقف منها وفق قاعدة المصالح والمفاسد، لترجيح أعلى المصلحتين أو درء أكبر المفسدتين.
▫️ *سادسا:* هناك ملامح تشكل تحالفات في الساحة ربما ينتهي الأمر إلى أن توكل إليها مهمة تشكيل الحكومة الانتقالية ومن ثَمّ الإعداد لدستور البلاد ورسم ملامح الحكم في السودان وتحديد علاقة الدين بالدولة.
👈 *والذي أراه للسلفيين أن يكونوا على بصيرة من أمرهم فلا يدخلوا تحت عباءة أحد، وليحذروا أن يُستَغلوا لمصالح جهة أو مجموعة، وإنما يمكنهم تقديم مبادرات مستقلة أو مقترحات ونصائح للجميع بقصد تخفيف الضرر هذا من جهة، ومن جهة أخرى تنتبه هذه الكتل والمجموعات إلى وجود أهل السنة وضرورة استصحاب رأيهم في أي عمل فاعل في البلاد وعدم تجاوزهم.*
▫️ *سابعا:* أطالب المشايخ والعلماء والدعاة وطلبة العلم والقياديين في العمل السلفي بضرورة النظر المتفحص في الواقع، والتأمل في مجريات الأحداث، والمسارعة بعقد مشاورات واسعة بينهم لبحث الموقف واتخاذ ما يلزم، فالواقع يحتاج منا لقراءة صحيحة ونظر وتأمل وسعى جاد للتأثير الفاعل وفق منهجنا الإصلاحي، وأن نقوم بمسؤليتنا كاملة تجاه الأمة في هذا الظرف الحرج من تاريخ بلادنا.
هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على النبي محمد وآله وصحبه.
_____________
نشر بتاريخ: ١٩ ربيع الأول ١٤٤٤هـ، الموافق 2022/10/15م
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس