عقلية وفد الجيش التفاوضية قائمة على ذات طرائق التفكير السابقة في عهد نظامهم البائد.
أرادوا إتفاقيات محشوة بالعموميات ولكنهم تفاجأوا حينما طرح وفد الدعم السريع أجندة جوهرية لبناء الدولة السودانية شملت السلام الشامل والتحول الديمقراطي وهيكلة القطاع الأمني والعسكري وإبعاد الجيش عن السياسة وتكوين حكومة مدنية كاملة الدسم. لم يرغب الوفد التفاوضي للانقلابين شمول الاتفاق لآي إشارة لما سبق.
ثم طالبوا بخروج الدعم السريع من المقار الاستراتيجية التي بسط سيطرته عليها بواقع 95% من ولاية الخرطوم، وكذلك المواقع الخدمية حتى يتسني لهم لعب دور حكومي كأمر واقع وهو ما صفعوا فيه أيضا، وتراجعوا عنه وهم صاغرين.
إندهش وسطاء التفاوض حينما أبدى وفد البرهان رغبته في إدخال نصوص تمنح الحق في تحديث الإتفاق حال حدوث تغيير إيجابي لصالحهم على الأرض حتى يتاح لهم إلحاق مطالب لم يتسنى لهم إدخالها مثل إنتشار الدعم السريع وبسط سيطرته الميدانية ولكنهم فشلوا في ذلك لجهة أن الوساطة أكدت أن الإتفاق سيبني على الواقع وليس الأماني
