ردٌّ قوى من الشيخ مهران ماهر على الشامتين بموت العلامة القرضاوي رحمه الله

ردٌّ قوى من الشيخ مهران ماهر على الشامتين بموت العلامة القرضاوي رحمه الله


خصص الشيخ د. مهران ماهر عثمان، خطبة الجمعة الماضية بمسجد السلام بحي الطائف الخرطوم، للحديث عن وفاة الشيخ العلامة د. يوسف القرضاوي رحمه الله تعالى، متطرقا لحقوق المسلم بعد وفاته، ورادّا على بعض المشتطين الذين أبدوا سرورهم بموت الشيخ القرضاوي بعد رميهم إياه بالبدعة.
وأوضح الشيخ مهران أن للمسلم على المسلم حقوق حال حياته وبعد مماته، بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، مبدياً أسفه من أن يمتنع المسلم من بذل هذه الحقوق بسبب أن أخاه يخالفه في بعض القضايا أو في كثير منها، مشيرا إلى ثلاثة حقوق للمسلم بعد وفاته، وقال إن أولها:
الاستغفار له والترحم عليه: مستشهدا بقول الله تعالى (وَٱلَّذِینَ جَاۤءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ یَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰ⁠نِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلࣰّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ) [سورة الحشر 10] ومستشهدا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالاستغفار لمن مات منهم، كما في حديث موت النجاشي وحديث موت أبي سلمة رضي الله عنهما، وتعليمه ذلك للمسلمين. مبديا تعجبه من شماتة البعض بموت إخوانهم المسلمين.
وأوضح أن الحق الثاني هو صلاة الجنازة: مؤكدا اتفاق العلماء على أن الصلاة على الميت فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط الفرض عن الباقين، مشيرا إلى ما يترتب عليها من الثواب العظيم وفقا لما جاء في السنة المطهرة، وتطرق في هذا المقام إلى صلاة الغائب، موضحا أن الفقهاء اختلفوا فيها إلى أربعة أقوال؛ أولها منع ذلك مطلقا واعتبار أن صلاة النبي على النجاشي هي من خصائصه صلى الله عليه وسلم، والثاني جواز ذلك مطلقا في كل ميت مسلم صُلّي عليه أم لم يُصلّى عليه، والثالث اختصاصها بمن له نفع عام للمسلمين مثل الغني المنفق والعالم والمجاهد، والرابع اختصاصها بالميت المسلم الذي لم يجد يُصلي عليه عند وفاته، مرجحا القول الأخير. ومؤكدا أن إمام الصلاة هو من له الحق في أن يقرر هل يصلي أم لا، وأنه لا يجوز الاختلاف عليه.
وأوضح الشيخ مهران أن الحق الثالث هو ألّا يُذكر إلّا بخير: وأن نكف لساننا عن عرضه، لأن للمسلم حرمة ثابتة حال حياته وحال مماته كما جاء في كثير من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن هذه الحرمة تزداد إذا مات المسلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا).
وأبدى الشيخ مهران ماهر تعجبه الشديد ممن يفرح بموت الشيخ القرضاوي رحمه الله ثم يريد أن يلصق هذا الخلق السيئ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال إنه يقع في أمر بغيض ثم يريد أن يستدل لهذا القبح الذي تلبس به، مشيرا إلى أن أمثال هؤلاء ينسبون إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم أموراً السنة بريئة منها، ولفت إلى بعض ما يستدلون به مثل حديث (الميت مستريح ومستراح منه) وأورد أقوال أهل العلم في أن المقصود بالمستراح منه هو الكافر وليس المسلم، وذكر حديثا آخر يستدلون به وهو حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما مرت به جنازة رجل فأثنى الناس عليها شرا فقال “وجبت وجبت” أي وجبت له النار، مبديا تعجبه في أن يقال هذا في رجل ملأ الدنيا علماً، ومشيرا إلى أن العالم إذا اجتهد وأخطأ لا يمكن أن يوصف بفسق أو ينعت9 بأنه مبتدع.
وختم الشيخ خطبته بذكر ثناء الشيخ الألباني رحمه الله على الدكتور يوسف القرضاوى للدلالة على أدب الخلاف بين أهل العلم، ثم ثني بالاستغفار للشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله والتراحم عليه.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس



شارك هذه المقالة