تعرضت الخرطوم لهجمات عسكرية شرسة أدت إلى دمار واسع طال عدداً من أبرز معالم العاصمة، في ما يصفه مراقبون بأنه تنفيذ حرفي لنظرية “الحرب المحروقة” التي اتبعها الجيش السوداني في صراعه مع قوات الدعم السريع. هذا النهج لم يقتصر على استهداف المرافق العسكرية، بل طال رموز المدينة ومعالمها الحيوية.
معالم بارزة في قلب الدمار
- برج الفاتح
أحد أبرز المعالم المعمارية في الخرطوم، بقبته المستديرة وتصميمه الفريد الذي كان يجذب الزوار ويعكس وجه العاصمة الحضاري. تضرر البرج بشدة بفعل القصف، في مشهد يرمز إلى جرح عميق في هوية المدينة وذاكرتها العمرانية. - القصر الجمهوري
هذا الصرح التاريخي الذي ارتبط بسيادة الدولة واستقبال كبار الضيوف، لم يسلم من النيران. منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، تعرّض القصر لعدة هجمات، كان أبرزها القصف الجوي في مايو 2024 الذي أضر بواجهته التاريخية، قبل أن يسيطر الجيش عليه بالكامل في مارس 2025 بعد معارك عنيفة ودمار هائل. - أبراج الساحل والصحراء
على الرغم من ندرة المعلومات الحديثة، تشير الشهادات الميدانية إلى أن هذه الأبراج الحديثة، التي كانت جزءاً من مشاريع التخطيط العمراني في الخرطوم، لم تسلم هي الأخرى من موجات القصف المكثف.
الأرض المحروقة: استراتيجية تدمير ممنهجة
يقول خبراء إن ما تشهده الخرطوم هو تجسيد واضح لسياسة الأرض المحروقة، حيث تم استهداف البنية التحتية والمرافق الحيوية دون تمييز.
هذا النهج يسعى، وفق محللين، إلى شل الحياة المدنية، وكسر أي مقاومة محتملة عبر تجريد العاصمة من قدرتها على الصمود، وهو ما انعكس في انهيار الخدمات الأساسية وتعطّل الحركة الاقتصادية والاجتماعية.
خلفيات الصراع والمشهد العام
منذ أبريل 2023، اشتعلت الحرب الأهلية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لتتحول الخرطوم إلى ساحة مواجهة مفتوحة.
هذا الصراع لم يقتصر على الأحياء السكنية والمقار العسكرية، بل طال المرافق العامة والمناطق الأثرية، لتتحول العاصمة إلى رماد يتناثر مع كل جولة قصف.
انعكاسات إنسانية وحضارية
- إنسانياً:
تشير تقديرات المنظمات الدولية إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخلياً، مع انهيار شبه كامل للبنية الصحية والتعليمية، ما عمّق من أزمة اللاجئين وفتح الباب أمام كارثة إنسانية متفاقمة. - حضارياً:
استهداف المعالم المعمارية والثقافية في الخرطوم يعني فقدان جزء من الهوية الوطنية وذاكرة المدينة الممتدة لعقود. إن خسارة هذه الرموز العمرانية ليست مجرد انهيار حجارة؛ بل ضربة موجعة لروح المجتمع وتاريخه.
الخلاصة
إن الخرطوم اليوم ليست مجرد مدينة تتعرض للقصف؛ بل هي رمز لمدينة تُحرق بالكامل تحت نظرية الحرب المحروقة التي يمارسها الجيش السوداني في سعيه للسيطرة.
الفيديو الموثّق لهذه الأضرار ليس مجرد لقطات للدمار، بل شهادة تاريخية على حجم المأساة وضرورة التحرك لحفظ الذاكرة، وإعادة بناء ما تبقى من حضارة تتلاشى تحت ألسنة اللهب.
اقراء ايضا:
سياسة الأرض المحروقة تخلف دمارًا واسع النطاق في الخرطوم