تقرير : نجلاء عباس
تراجع كبير في أسعار السيارات المستعملة بنسب قدرت بين 25 و30 %:، وسط انخفاض كبير في المبيعات، وذلك بسبب ضعف القوة الشرائية وانشغال المستهلكين بأولويات حياتية رئيسية، إضافة إلى زيادة المعروض وارتفاع كلفة الوقود بعد تحرير المحروقات، بأكثر من 500 في المائة. كما نجد ان سوق استيراد السيارات اصبح يعاني من الضعف الحاد مما ادى الى خروج العديد من المخلصين والتجار عن هذا الكار والبحث عن مهن بديلة .
توقف العمل
وقال الامين العام لشعبة السيارات حمد عبدالحفيظ لـ(الخرطوم24) ان قطاع السيارات متوقف بالكامل ويشهد حالة ركود غير مسبوقة وارجع ذلك لارتباط القطاع باقتصاد البلاد وتوقف المشاريع التنموية لا سيما زيادة الجمارك التي ادت الى انخفاض حاد في دخول السيارات او شبه انعدامها بسبب ارتفاع التكلفة خلال هذه الفترة مقارنة بالعام الماضي واشار حمد الى ان الشلل الذي اصاب سوق السيارات لا يمكن ان يتعافى الا بانتعاش الاقتصاد وقال فيما يتعلق بتسويق سيارات النقل هي الاخرى لا حركة لها نسبة لقلة انتاج وحركة القطاعات على مستوى الزراعة او التعدين مما اضعف عمل قطاع النقل ككل . واشار حمد الى أن ركود حركتي البيع والشراء في أسواق السيارات أدى إلى انخفاض غير حقيقي في اسعارها بسبب الحاجة.
وقال ان العمل الذي يتم الآن في سوق السيارات اشبه بعملية الكسر بسبب الانهيار الاقتصادي، ووصف الانخفاض بالظاهرة الخطيرة لجهة ان البيع يتم بأقل من التكلفة الحقيقية.
أسعار ولكن؟
ويقول التاجر بسوق السيارات محمد (للإنتباهة) ان الاسعار تختلف بحسب نوع السيارة وموديل صناعتها فمثلا الباجيرو ٢٠١٧م قيمتها ١٤ مليارا اما لاند كروزر ٢٠٢٠م بقيمة ٣٦ مليارا وموديل ٢٠٢١ م بقيمة ٤٠ مليارا والبوكس دبل كاب يبدأ من موديل ٢٠١٧م وحتى ٢٠٢٢م يتراوح مابين ١٩ مليارا الى ٢٥ مليارا وسعر التوسان ٢٠١٨ بقيمة ١٢ مليارا وموديل ٢٠١٩ ١٤٥٠٠ مليار اما موديل ٢٠٢٠ الى ٢٠٢٢ بقيمة تتراوح بين ١٦ الى ١٨ مليار جنيه وقال ان اكثر السيارات التي تباع خلال هذه الفترة هي اكسنت مضلع ولانسر القرش التي تتفاوت اسعاره من ٣ الى ٦ مليارات ولفت الى ان هذه الارقام معروفة في السوق ولكن عند وقت الشراء يمكن ان تنزل الى اكثر من ذلك لقلة الطلب وضعف القوة الشرائية وقال ان هذه الفترة يشهد السوق ركودا حادا للغاية مما يدخل تجار السيارات في خسائر فادحة ولكن يضطر التاجر للبيع للايفاء بالتزاماته الاخرى والمتجددة مثل ايجار المكتب ورواتب العاملين معه والكهرباء وغيرها من الالتزامات الاخرى التي تتعلق باسرته وأبنائه.
أوضاع صعبة
ويقول تاجر سيارات بالخرطوم لـ( الخرطوم24) ان الأوضاع الحالية لتجار السيارات بـ”الصعبة”. لافتا الى ان التراجع الكبير في المبيعات أدى إلى خسائر ضخمة في أوساط صغار التجار، مما دفع بعضهم للخروج من السوق. واضاف أن “الظروف الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حاليا، جعلت الكثير من المستهلكين يحولون اهتماماتهم نحو أولويات أهم، مثل الإنفاق على الطعام والصحة والتعليم، مما أثر سلبا على مبيعات السيارات”. وتابع ان العديد من الناس تخلصوا من سياراتهم هربا من فاتورة الوقود التي ارتفعت بشكل كبير، وأضحت مكلفة جدا، خصوصا للموظفين وأصحاب الدخول المحدودة.
ضعف للاستيراد
فيما كشف وكيل تخليص للسيارات بميناء سواكن صديق تاج السر عن انخفاض وتراجع في استيراد السيارات وقال لـ(الخرطوم24) في السابق كانت تدخل السيارات عبر الميناء بمعدل ١٥٠ سيارة في الاسبوع ولكن بعد تحرير الدولار الجمركي تقلص عدد السيارات ما بين ٤ الى ٥ سيارات في الاسبوع ولفت الى ان حركة الاستيراد اصبحت محصورة في سيارات النقل مثل الحافلات والدفارات والشاحنات ولكنها ليست كما السابق واشار الى وجود عدد كبير من السيارات بالميناء والتي تعسر أصحابها عن دفع الرسوم التي تضاعفت قيمتها .