تحالف “صمود” يدعو إلى لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الانتهاكات بالسودان

الخرطوم 24 –
تتواصل فصول الحرب المدمّرة التي يشهدها السودان منذ أبريل 2023، لتكشف يومًا بعد يوم عن مآسٍ جديدة تهدد حياة الملايين وتزيد من عمق الكارثة الإنسانية. وفي هذا السياق، أصدر تحالف “صمود” المدني الديمقراطي بيانًا من مقره في العاصمة الأوغندية كمبالا، اتهم فيه الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية محظورة دوليًا ضد المدنيين، واصفًا ما يحدث بأنه جريمة مروّعة تستوجب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي.


إبادة جماعية بغطاء سياسي

أكد التحالف أن الحرب في السودان تحولت من صراع على السلطة إلى آلة تدمير جماعي وحشي تستهدف البنية التحتية والمواطنين العُزّل، مشددًا على أن ما يحدث يمثّل انهيارًا خطيرًا في القيم الوطنية، وفضيحة أخلاقية للمؤسسات السودانية التي سمحت بتحويل البلاد إلى مسرح للمجازر والجرائم.


مسؤولية الإخوان المسلمين

حمّل تحالف “صمود” مسئولية استمرار الحرب إلى تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي وقياداته المنتمية لحزب المؤتمر الوطني المنحل، الذي أطاحت به ثورة ديسمبر المجيدة. وأكد أن هؤلاء يسعون للعودة إلى السلطة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك عبر دماء الأبرياء وأشلاء الضحايا، معتمدين على تغلغلهم داخل مؤسسات الدولة المتبقية.

وأشار البيان إلى أن هدفهم هو السيطرة على الحكومة بعد الحرب وإعادة حكم السودان بقبضة حديدية، في تكرار لممارسات النظام البائد.


كارثة إنسانية منسية

أوضح التحالف أن الشعب السوداني هو من يدفع الثمن الأكبر، إذ يعيش اليوم واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم: ملايين النازحين، انتشار الجوع والمرض، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية. ورغم هذه المأساة، يشهد السودان تراجعًا مقلقًا في الدور الأممي وتجاهلًا عالميًا لمعاناة المدنيين.

كما لفت البيان إلى أن خطاب الكراهية والاصطفاف الإثني والجهوي بات هو المسيطر، فيما تتفشى جرائم القتل خارج القانون، وتسييس القضاء، وشراء الذمم، في مشهد يهدد بولادة نظام إخواني دموي جديد.


دعوة للتحقيق الدولي ووقف الحرب

بناءً على هذه المعطيات، دعا تحالف “صمود” إلى:

  • تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جميع الانتهاكات، وعلى رأسها استخدام الأسلحة الكيميائية.
  • وقف الحرب فورًا وفتح مسار سياسي جديد يعبر عن إرادة الشعب السوداني لا عن أجندات داخلية أو إقليمية.

وختم التحالف بيانه بالتشديد على أن الوقت قد حان لأن يسمع العالم صوت الضحايا، وأن تتحقق العدالة من أجل بناء سودان جديد قائم على الحرية والكرامة والديمقراطية، بعيدًا عن سلطة الميليشيات والأنظمة الفاسدة.

شارك هذه المقالة