بورتسودان.. العقدة اللوجستية الأخطر لتهريب السلاح الإيراني إلى أفريقيا

بورتسودان.. العقدة اللوجستية الأخطر لتهريب السلاح الإيراني إلى أفريقيا
بورتسودان.. العقدة اللوجستية الأخطر لتهريب السلاح الإيراني إلى أفريقيا

الخرطوم 24 –
منذ اندلاع الحرب العبثية في السودان في أبريل 2023 على أيدي تنظيم الإخوان المسلمين الإجرامي، دخلت البلاد في دوامة من الفوضى والانهيار المؤسسي، لتتحوّل إلى بيئة مثالية لاختراق الجماعات المتشددة ومحور إيران. ومع استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وطهران، وجدت الأخيرة فرصة ذهبية لمدّ نفوذها إلى البحر الأحمر والقارة الأفريقية.


تصاعد الصراع الإقليمي وضربات إسرائيل

تزامنت هذه التطورات مع تصعيد إسرائيلي غير مسبوق ضد إيران، انتقلت فيه تل أبيب من استهداف الأذرع إلى ضرب العمق الإيراني نفسه، وقادة عسكريين ومواقع استراتيجية حساسة. ولأنّ السودان كان جزءاً من اتفاقيات أبراهام ويعمل على مسار تطبيع مع إسرائيل، فقد رأت تل أبيب في التحالف الجديد بين الحكومة السودانية وإيران تهديداً استراتيجياً مباشراً.


التقارير المسربة ومخازن السلاح

تقارير استخباراتية مسربة أشارت إلى قيام إيران بنقل صواريخ متطورة ومواد حساسة، منها يورانيوم مخصب، إلى شمال الخرطوم. هذه الشحنات، بحسب المصادر، جاءت في إطار تفاهمات سرية مع حكومة عبد الفتاح البرهان مقابل تزويد الجيش السوداني بالمسيّرات والسلاح الكيماوي والذخائر المتقدمة لمواجهة قوات الدعم السريع.


بورتسودان.. مركز العبور الإيراني

اليوم تمثل مدينة بورتسودان الساحلية عقدة لوجستية رئيسية لتهريب السلاح الإيراني إلى أفريقيا.

  • عبر موانئها تمر الطائرات المسيّرة والذخائر المتطورة إلى القوات المسلحة السودانية.
  • تقارير استخباراتية تربط عمليات النقل بشخصيات بارزة من حزب المؤتمر الوطني المنحل مثل علي كرتي ومحمد علي الجزولي المرتبطين أيديولوجياً بمحور المقاومة.
  • رسو سفن حربية إيرانية وتزايد الزيارات الأمنية بين طهران وبورتسودان عزز المخاوف من أن البحر الأحمر أصبح ممرّاً استراتيجياً لإيران.

تبدّل الموقف الإسرائيلي

هذا التبدّل الجذري جعل إسرائيل تعيد تقييم علاقتها مع الخرطوم. ما كان يُنظر إليه كدولة في طريق التطبيع أصبح اليوم ممرّاً إيرانياً خطيراً يهدد أمن إسرائيل التجاري والعسكري. ومع صعود الإسلاميين وتحالفهم مع الحرس الثوري، أصبح السودان بالنسبة لتل أبيب نسخة أفريقية من معاقل نفوذ إيران في لبنان وسوريا والعراق.


السيناريو القادم

يرى مراقبون أنّ الضربة المقبلة قد لا تكون في طهران، بل على شواطئ البحر الأحمر حيث تتشكل خطوط تماس جديدة. إسرائيل، التي تعتبر أمنها القومي خطاً أحمر، قد تتحرك لإفشال أي مشروع إيراني في السودان قبل أن يكتمل، وهو ما يضع الشعب السوداني وسط معركة إقليمية خطيرة قد تفجّر مواجهة صامتة ولكن مدمّرة.


الخاسر الأكبر

بين طموحات إيران ومخاوف إسرائيل وانقسام الداخل السوداني، يظلّ الشعب السوداني هو الخاسر الأكبر. ملايين النازحين والمهجرين يعيشون اليوم في جحيم الحرب، في وقت تتحول فيه بلادهم إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.

شارك هذه المقالة