العقوبات الأمريكية واستراتيجية الضغط على الجيش السوداني

الخرطوم 24 – في 22 مايو 2025، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات واسعة النطاق على الجيش السوداني والحكومة المرتبطة به، متهمة إياهم باستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.

هذه الخطوة تمثل تحولًا مدروسًا في الموقف الأمريكي، حيث انتقلت واشنطن من استهداف أفراد ونخب سياسية , كما حدث في يناير حين شملت العقوبات عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) , إلى استهداف الأجهزة والمؤسسات التي تمثل السلطة الفعلية، وعلى رأسها مجلس السيادة السوداني الحالي.


رسالة ضغط مباشرة للقيادة العسكرية

تؤكد واشنطن أن هذه العقوبات تهدف إلى دفع مجلس السيادة إلى إعادة النظر في استراتيجيته العسكرية والعودة إلى مفاوضات سياسية شاملة تعيد الاستقرار إلى السودان.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها إشارة واضحة إلى أن الجيش السوداني بقيادة البرهان، وبدعم من شبكة تنظيم الإخوان المسلمين، يشكل العقبة الرئيسية أمام أي حل سياسي مستدام. ويعتقد مراقبون أن استمرار الخيار العسكري يُبقي الأزمة في حالة جمود ويُفاقم الوضع الإنساني المتدهور في معظم الولايات.


تفاصيل العقوبات وتأثيراتها

تشمل العقوبات الأمريكية:

  • تجميد خطوط ائتمان مرتبطة بالمؤسسات المالية الرسمية.
  • قيود على الصادرات الأمريكية إلى السودان.
  • تقييد المساعدات المالية والتمويل الدولي.

ورغم أن ارتباط الاقتصاد السوداني المباشر بالولايات المتحدة محدود، إلا أن هذه العقوبات تحمل رسالة رمزية قوية وتضع السودان تحت مجهر الضغوط الدولية، مما يضيق أمام الحكومة مسارات التمويل الخارجي ويهدد فرص التعافي والنمو الاقتصادي.


خيارات مفتوحة وتهديدات متصاعدة

ترتبط فعالية العقوبات برد فعل الجيش السوداني:

  • في حال القبول بالحوار: قد يتم تخفيف العقوبات تدريجيًا وإتاحة فرصة للعودة إلى مسار سياسي متوازن.
  • في حال استمرار الرفض: من المتوقع أن تُصعّد واشنطن وشركاؤها إجراءاتهم، بما في ذلك إمكانية إدراج السودان تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما يعني عزلة سياسية ومالية شاملة يصعب على الخرطوم تجاوزها.

الضغط الدولي ومستقبل الأزمة

يرى خبراء أن تراكم الضغوط الدولية قد يدفع الجيش السوداني إلى إعادة تقييم مواقفه، خصوصًا إذا تم دعم العقوبات بإجراءات قانونية من مؤسسات دولية، تشمل المساءلة عن جرائم الحرب والانتهاكات الموثقة.

ومع تصاعد هذه التطورات، يحذر محللون من أن المجتمع الدولي لن يطيل صبره أمام ما يصفونه بـ”العنجهية السياسية” و”التضليل” الذي تمارسه شبكات الإخوان المسلمين المسيطرة على القرار السيادي داخل هياكل الحكم في السودان.


الخرطوم 24 ستواصل متابعة تطورات هذا الملف المعقد مع تقديم تغطية شاملة وموثوقة للأحداث، في وقت تتسارع فيه المؤشرات نحو مرحلة حرجة قد تحدد مستقبل السودان خلال الأشهر المقبلة.

شارك هذه المقالة