العقوبات الأمريكية.. حبل يلتف حول عنق الحكومة السودانية

العقوبات الأمريكية.. حبل يلتف حول عنق الحكومة السودانية
العقوبات الأمريكية.. حبل يلتف حول عنق الحكومة السودانية

الخرطوم 24 – صباح 22 مايو 2025، لم تكن أخبار المعارك اليومية في الحرب المستمرة منذ عامين ما أقلق قادة الحكومة السودانية، بل كان النبأ الصاعق من واشنطن: إعلان عقوبات مالية وتجارية مباشرة تستهدف شرايين الاقتصاد السوداني المتهالك، كتجميد خطوط الائتمان، ووقف المساعدات، ومنع أي تعاملات عبر النظام المالي العالمي.

هذه الخطوة الأمريكية لم تكن مجرد تحرك روتيني، بل رسالة واضحة وحادة مفادها أن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين لن يمر دون رد، وأن سلطة الأمر الواقع في الخرطوم أصبحت تحت مجهر المجتمع الدولي.


رسالة ضغط قبل أن تتحول إلى خنق كامل

حتى اللحظة، توصف العقوبات بأنها محدودة الأثر المباشر، لكنها تحمل إشارات سياسية قوية بأن واشنطن وحلفاءها يملكون أوراقًا أقوى إذا لم يغيّر مجلس السيادة بقيادة عبد الفتاح البرهان نهجه العسكري.

هذه الإجراءات، كما يصفها مراقبون، ليست سوى حبل يلتف تدريجيًا حول عنق السلطة، يضيّق الخناق دون أن يطيح بها الآن، لكنه يرسل تحذيرًا واضحًا بأن مرحلة أكثر صرامة قادمة إذا استمر التعنت وإغلاق الأبواب أمام أي تسوية سياسية.


البرهان وجماعة الإخوان في مأزق

في الغرف المغلقة، يجتمع البرهان مع حلفائه من تنظيم الإخوان المسلمين الذين يسيطرون على القرار السيادي، لتقييم خياراتهم بين تصعيد عسكري أعمى أو بحث مخرج دبلوماسي يخفف الضغط الدولي.

لكن المؤكد أن العقوبات كشفت أمام العالم حجم الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها القوات الموالية للإخوان في مدن وقرى السودان، والتي تستهدف المدنيين بهدف بث الرعب وإخماد أي حراك ثوري.


فصل جديد في المواجهة

العقوبات الأمريكية ليست مجرد أرقام على ورق؛ بل رسالة سياسية صريحة تقول إن المجتمع الدولي يراقب كل تحركات الحكومة والجيش، وأن العزلة السياسية والاقتصادية الكاملة ليست سوى مسألة وقت إن لم تبدأ الخرطوم في تفكيك سيطرة الإخوان والعودة إلى مسار التحول الديمقراطي.

ويؤكد محللون أن هذا التحول لن يكون مجرد مطلب دولي، بل هو استحقاق شعبي لطالما نادى به السودانيون منذ اندلاع ثورتهم وهتافهم الشهير: “تسقط بس”.

المرحلة المقبلة ستكشف إن كان البرهان وحكومته قادرين على قراءة الرسائل الدولية، أو أنهم سيستمرون في سياسة التعنت والتضليل التي قادت السودان إلى حافة الانهيار. وحتى ذلك الحين، ستبقى العقوبات قائمة، تضيق الخناق يومًا بعد يوم، في انتظار خطوة حقيقية نحو السلام والتحول المدني الذي حلم به السودانيون وضحّوا لأجله.

شارك هذه المقالة