ظروف قاهرة حرمتني من حضور برنامج تكريم الأستاذ الخلوق الصبور الوطني الغيور المتفاني في أدائه المحبوب بين زملائه المعلم الشامل محمود سر الختم الحوري مدير الإدارة العامة للقياس والتقويم والامتحانات، فقد كنت حينها في حفل تخريج الدارسين والدارسات بدورتي القيادة الاستراتيجية- وأنا دارس بها ومشارك فيها- والإدارة المدرسية التربوية، وذلك بمركز الضو حجوج لتدريب معلمي اللغة الإنجليزية بأم درمان.
وبقدر حزني على عدم شهود هذا التكريم الفريد في نوعه وأصله أحيطت بي سعادة كبرى ونشوة خاصة بأعضاء كنترول الشهادة الثانوية الذين قاموا بهذه المبادرة الكريمة التي ظلّت تختلج في النفوس وتهفو لها الأفئدة وتشرئب الأعناق وتوجد داخل الأعماق طيلة الأعوام الماضية، وذلك بسبب رفض الأستاذ الحوري لهذا التكريم لسيادته، ولكن مد الرغبة العارمة كان قويا هذا العام لأن جميع أعضاء الكنترول عن بكرة أبيهم قد اتفقوا هذه المرة على أن يكون التكريم في هذا العام لجوانب كثيرة. فنزل الأستاذ الحوري عند احترام وتقدير هذا الرأي الجماعي.
وحقيقة كنت أنوي الكتابة عن هذا التكريم في حد ذاته ولكن كالعادة تجبرنا لجنة المعلمين وعبر بيانها الوقح في هذا الخصوص أن نوضح بعض الحقائق الغائبة عنها وعن عامة الناس حول جوانب هذا التكريم الذي وقفت على خطواته الأولى وظللت متابعا له، وتعمدت أن يكون تعقيبي هذا وتوضيحي بعد مرور عاصفة الحديث المتداول حوله ببعض الوسائط والصحف.
بدأ التفكير جاداً هذا العام لتكريم الأستاذ الحوري قبل خمسة شهور من بداية انطلاق أعمال كنترول الشهادة الثانوية، وقد اتفق بعض أعضاء الكنترول التبكير بذلك، فقام (٦٩) عضوا بدفع مساهماتهم فورا لهذا الغرض وتم وضعها في حساب أحد الأعضاء ولا أود ذكر تفاصيل هذه المساهمات لأنها مشرفة للحد البعيد وحتى لا أقصم ظهر أصحابها.
وظلّت أموالهم موجودة في هذا الحساب طيلة هذه المدة حتى اكتملت الخطوات بمساهمات بقية أعضاء الكنترول الذين دفعوها من أحد أقساط الكنترول يدا بيد مباشرة من أصحابها وليس عبر الاستقطاعات كما ادعت لجنة المعلمين، وكان هنالك عدد (١٢) عضوا من أعضاء الكنترول لم يشتركوا في هذا التكريم وأيضا لم يشاركوا في الصندوق التكافلي الخاص بأعضاء الكنترول، وقد تم احترام رغبتهم لأن الأمر مرتبط بالرضا الشخصي والحرية المطلقة.
وبعد اكتمال كافة خطوات ومراحل وإجراءات التكريم وأهمها توفير المال اللازم له تبقت خطوة عسيرة جدا وهو إقناع الأستاذ الحوري، فكان الإجماع فوق تحفظاته، فرضخ أخيرا بعد عدة محاولات لرغبات هؤلاء الرجال الأوفياء الشرفاء الأشاوس الكرماء الشجعان الصادقون الذين يضعون الحوري في حدقات العيون لأنه صمام أمان الامتحانات وظلوا يحفظون له عطائه الثر ورقي تعامله وطيب معشره وردا لجميله، فجعلوه في سويداء قلوبهم، وهذا هو التكريم المستمر منهم للحوري، فلماذا لم تتناول لجنة المعلمين ذلك في بياناتها المهترئة الخجولة.
وأود أن أذكّر الجميع بأن تكريم مديري امتحانات السودان لم يرتبط بالحوري فقط ولم يختص به، فقد تم من قبل تكريم العلمين النيّرين القائدين الفذين الأستاذين الرائعين المديرين السابقين لإدارة امتحانات السودان عبدالعظيم فتح الرحمن والمرحوم عبدالعزيز محي الدين، وكان التكريم عبارة عن إهداء سيارة لكل منهما في كنترول عام واحد بعد أن دفع كل عضو من أعضاء الكنترول مبلغ(٥٠) جنيها وكان مبلغا كبيرا في ذاك العام يوازي أكثر من ضعفي المبلغ الذي دفعه أعضاء الكنترول الحالي، ولم يتحدث أحد عن هذا الأمر سلبا أو إيجابا لأن الله قد أكرم ذلك العهد بعدم وجود لجنة المعلمين.
وقد تم تكريم العديد من قيادات امتحانات السودان هذا العام مع الحوري بوشاحات وشهادات تقديرية ومبالغ مالية، فلم تتطرق لجنة المعلمين لهم وصوّبت سهامها فقط نحو الحوري لأنه قد أعاد توازن الوزارة بعد أن ترنحت في فترتهم ومالت كل الميل ووصلت منحدرا سحيقا وتعامل ردئ من وكيلتها الأسبق التي لم تقم بزيارة زملائها أعضاء الكنترول ولو لدقيقة واحدة وهي تنتمي للجنة المعلمين التي غضت الطرف عن ذلك وقست على الحوري فقط.
وهاهي لجنة المعلمين اليسارية التي لا تحب التيامن المقهورة أعمالها المبتورة أفعالها المنكورة كلماتها تواصل صب قيحها المتعفن وصديدها النتن عبر أحرف بياناتها (الشتراء) المنبوذة غاياتها من جميع قطاعات المعلمين والمعلمات وتتهم زملاءهم أعضاء الكنترول بتقديم رشوة للحوري بهذا التكريم وهم قد عملوا معه لعقود طويلة في الكنترول ويعلمون أخلاقه، وهم معلمون تربويون نربأ بهم أن تكون هذه نواياهم ورغباتهم، ولكن ماذا نقول مع هذه الشرذمة الضعيفة في الأخلاق التربوية المتحمسة للأحزاب السياسية المرفوضة من الشعب السوداني الأبي وهي تحاول تطبيق أفكارها ومعتقداتها.
لقد علمت بأن هنالك خطوات قانونية ستتخذ ضد هذا البيان لاتهامه لهم بتقديم رشوة، وهو حق مكفول لرد الشرف ، ولكني أناشد بأن يتم نزع أعضاء لجنة المعلمين اليساريين من قلوب المعلمين والمعلمات وأن تنتفي علاقاتهم بهم مهما كانت بعد أن انحرفوا عن المسار التربوي الذي يحكم علاقة الزمالة المهنية وألا يستجاب لأي نداء غير وطني متوقع من هؤلاء لزعزعة استقرار العام الدراسي بعد أن تكشفت نواياهم السيئة وأعمالهم الرديئة وهم يتهمون زملاءهم ويتطاولون على وزيرهم، ولي عودة بإذن الله تعالى لأن هذا الموضوع ينبغي دلق الأحبار حوله باستمرار.
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس