حوار : هنادي النور
قطع الخبير في مجال التعدين د.ياسر العبيد بان تهريب الذهب مشكلة قديمة متجددة ومتكررة، وتشكل تحديا كبيرا لمتخذي القرار اضافة الى ذلك مشكلة التخزين ، و ليس كل ماينتج يهرب وإنما هناك نسبة تجاوزت 60%
للتخرين ، من النسبة المتوقعة للتهريب مخزنة داخل البلاد ، وهذه مشكلة ايضا ، وتساءل كيف يمكن أن تناسب هذه الكميات الى البنك المركزي والمصارف ، ثم يكون التداول مكشوفا على الملأ ، وجزم الدولة لاتستطيع ان تجتذب الكميات الكبيرة المخزنة والمهربة خاصة وان منافذ السودان كبيرة لاكثر من ٨ دول الجوار تجاوزت ٧،٥٠٠ كيلومتر وهذه مسألة صعبة ومعقدة جدا بالإضافة للمنافذ الآخرى وقال هناك مشكلة في السياسات تحتاج الي تعديل وتطوير ، للاحاطة بالانتاج نفسه لكي يتم تحديد نسبة التهريب بجانب مشكلة في البيانات والاحصائيات، والمنتج نفسه واعتبر ذلك من المشكلات الكبيرة جدا التي تواجه وزارة المالية وبنك السودان المركزي ، وايضا اتحاد اصحاب العمل لجهة ان مشكلة التهريب مشكلة عامة تصيب كافة القطاعات المختلفة وان المتهم الأول القطاع الخاص ، ويجب عليهم وضع رؤية لهذا الأمر لوقف تهريب الذهب. وإليكم افادته عبر الحوار التالي :
*ماهي مساهمة قطاع التعدين في الاقتصاد السوداني؟
= مساهمة قطاع التعدين في الإيرادات المباشرة ضعيف جدا اذا ماقورن بإيرادات النفط في الاقتصاد السوداني وخاصة في الناتج المحلي الإجمالي خاصة وأن تحكم الدولة في قطاع التعدين خاصة الأهلي محدود. فقط بجمع الإيرادات وذلك لضعف المعرفة وضعف السياسيات التي تحكم القطاع إضافة إلى التشريعات والقوانين ، غياب السياسات العلمية والمعرفة والتخطيط السليم خاصة في طريقة منح الارض والتشغيل والتنقيب والانتاج والاستخراج اضافة الى التسويق كلها أمور وقضايا ضائعة وسط زحام الايرادات والجبايات. اما فيما يختص للاستكشاف وشركات الامتياز التعدين الصغير ازمته اكبر خاصة فيما يختص بمنح الارض وامتياز التعدين وكذلك التشغيل وحق الدولة والنسب المشتركة تحتاج لمعرفة وتخصص وطريقة التمويل عبر شركات القطاع الخاص الوطني كامتياز او عبر الاستثمار الاجنبي المباشر (FDI) و الذي تغيب فيه على المسؤولين في القطاع المعرفة العلمية والمتخصصة لنوع مثل هذا الاستثمار وشروطه والتجارب فيه حول العالم فهذا موضوع طويل و معقد يحتاج لمساحة كبيرة لشركة.
*لانسمع غير الذهب أين المعادن الأخرى؟
= السودان غني جدا بالمعادن الاخرى غير الذهب خاصة وأن الذهب المصفى بالطريقة العلمية يكون مصاحبا له الفضة والشركة الوحيدة التي تنتج معدن الفضة هي ارياب وكانت تتنج سنويا حتى العام ٢٠١٤ حوالي ٦ اطنان في العام . السودان به جميع معادن الطاقة والتكنلوجيا وآخر بالمعادن الصناعية مثل البوزلانا والكاولين والرخام اضافة المعادن الاستراتيجية الأرضية النادرة وكذلك المعادن الزراعية مثل البوتاسيوم في ولايات دارفور وكذلك هنالك معادن مختلفة مثل النحاس والماغنيسيوم والمايكا والفلسبار والفحم الحجري و الكارتون والرصاص والزنك والكروم والفلورايد واليورانيوم والفناديوم والتيتانيوم والرمال البيضاء والرمال السوداء وغيرها من المعادن التي يتميز بها السودان والتي لم يستغل منها حتى ١.% وهذا مخجل للغاية في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها العام في إطار الثورة الرقمية الرابعة .