الخرطوم: هنادي النور
حماية البيئة ضرورة ملحة لاستمرار الحياة على كوكب الأرض، وأولويات العصر الذي نعيش فيه. وما يشهده العالم اليوم من تقدم علمي وتكنولوجي وقع العديد من الآثار السلبية الناتجة عن العبث بمكونات البيئة، وفي مقدمة هذه الآثار تأتي التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، هذا الأمر يتطلب جاهزية وأدوات حماية ، وظهور بقعة زيتية في ولاية كالبحر الأحمر أمر في غايتة الخطورة ، نتساءل هل الجهات المختصة مستعدة للتصدي لهذا الأمر وحماية الحياة البحرية من الخطر الماثل ، عدة محاولات مع الجهات المختصة لتقصي المعلومة من مصادرها ولكن كالعادة لاتوجد استجابة من الجهات الرسمية ،وعلمت مصادر ( الخرطوم24 ) بأن الخبر الذي تداولته صحف أمس حول وجود تسرب نفطي بولاية البحر الأحمر أنه حدث منذ اكثر من (10) أيام. ولكن لم يجد الأمر الإهتمام اللازم من قبل الجهات المختصة ، وتخوف المصدر خلال حديثة لـ( الخرطوم24) من الآثار المهدده للحياة البحرية كاملة ووصف الأمر بالمزعج مطالباً الجهات المختصة بضرورة التدخل العاجل وتدارك الأمر .
آثار كارثية
فيما حذر الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للبيئة بالبحر الأحمر د.طه الطاهر البدوي من الآثار البيئية المدمرة للبقعة التي ظهرت في الأيام الماضية داخل المياه الإقليمة السودانية وقال لـ( الخرطوم24 ) أمس تلك البقعة مصدرها البحر المفتوح ولم تأتي من المياه الاقليمية ، مبينا ان مصدر المعلومة لهذه البقعة من المرصد السعودي الذي أكد وجود بقعة زيتية وحسب حركة الرياح جاءت إلى الشواطي السودانية تحديداً المنطقة الجنوبية ، وأضاف هذه المنطقة تبعد حوالي (170) كيلو متراً من مدينة سواكن ، ونبه إلى أن البقعة خطيرة جداً على البيئة البحرية وآثارها على السواحل مدمر ، وعلى حياة الأسماك والطيور البحرية بالكامل وأردف حال إلتصقت هذه البقعة بالاسماك سوف تصيبها بالدمار ، مبيناً وجود أدوات طوارئ جاهزة من قبل هيئة المواني في ميناء الخير للبترول جاهزة بمعدات السلامة ، واستدرك قائلاً: أحياناً تكون البقعة أكبر من مقدرات الدولة وبالتالي الأمر يتطلب العون من الدول الموقعة على إتفاقية (بيرتكا ) مضيفاً أن السودان عضواً فيها بالتعاون مع دول الحوض وهذه يمكنها أن تقدم الدعومات .
وأشار الي تشكيل لجنة من الجهات المختصة منها المجلس الأعلى للبيئة وأيضاً هيئة الموانيء بإعتبارها مسؤولة عن الرقابة البحرية وهي الجهة التي تتصدى لمثل هذه الأشياء بالإنذار المبكر للمجتمعات منهم الصيادين ، في مدينة سواكن وأضاف هناك أيضاً وسائل تقليدية ، وأضاف إذا البقعة كمياتها كبيرة فأن الأمر يحتاج إلى تدخل عملي وخبراء متدرين لوضع خطط سريعة ، وجزم بالقول هذه كارثة بيئية مخيفة وأضاف قائلاً: نتمنى أن لاتتأثر السواحل ويجب أن يكون هناك منهجاً سودانياً واضحاً لمعالجتها خاصةً المجلس الأعلى للبيئة لتدراك أمر التلوث البحري وقال يجب أن يتصدى لهذه البقعة من المركز وعلى الولاية أن تبدأ بالعمل لجهة أنها ولاية تضم على المؤسسات ذات الصلة.

