تقرير: السودان يتحول إلى بؤرة ناشئة في حملة التمدد الإيراني
في تطور جيوسياسي يثير قلق تل أبيب، كشفت صحيفة جيروزاليم بوست في تقرير حديث أن السودان بات يشكّل بؤرة ناشئة ضمن حملة التمدد الإيراني الإقليمي، بدفع مباشر من عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني.
فمنذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وطهران في أكتوبر 2023، بدأت تتوالى التحولات اللافتة في المشهد السوداني؛ حيث تتهم إسرائيل البرهان بفتح ممرات بحرية لإيران ومنحها موطئ قدم استراتيجي على البحر الأحمر، في لحظة تشهد فيها الجبهات الداخلية السودانية انهياراً شاملاً، وصراعات حادة بين قادة الحكومة على المناصب والنفوذ.
تحالفات سرّية تقلق تل أبيب
بحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنّ القلق الإسرائيلي لا يقتصر على الدعم المالي أو التواطؤ السياسي، بل يمتد إلى وجود استخباراتي وعسكري إيراني نشط في السودان، يشمل موانئ البحر الأحمر ومناطق جبلية داخلية، حيث تُخزَّن شحنات من أسلحة نوعية محظورة دولياً، نُقلت بصمت إلى السودان وخُبئت في باطن الأرض بإشراف مباشر من طهران.
وترى الصحيفة أن البرهان يلعب دور “الحوثي الجديد” لإيران، ليس بإطلاق الصواريخ بل عبر بناء شبكة لوجستية إيرانية خفية داخل السودان، لتكون متنفساً يلتف عبره الإيرانيون على الضغط الإسرائيلي المتصاعد، وهو ما تعتبره تل أبيب تهديداً مباشراً لأمنها القومي.
ازدواجية البرهان.. ونسف الاتفاق الإبراهيمي
يصف التقرير ازدواجية تحركات البرهان بأنها “مفخخة بالريبة”، إذ يرسل مبعوثين يطمئنون إسرائيل باستمرار مسار التطبيع، بينما يستقبل في المقابل خبراء ومسؤولين أمنيين إيرانيين وشحنات حساسة لا تُكشف إلا في اللحظات الخطأ”.
وترى تل أبيب أن البرهان تحوّل من شريك محتمل للسلام إلى خنجر في خاصرة الاتفاق الإبراهيمي، وأنه منذ فتح الباب للوجود الإيراني بات مصدر تهديد إقليمي، ما يضع السودان على مسار صدام محتمل مع إسرائيل في حال توسّع النفوذ الإيراني على أراضيه.
سؤال مفتوح: إلى أين يتجه السودان؟
تختم جيروزاليم بوست تقريرها بطرح أسئلة مقلقة:
- هل فقد السودان سيادته أم باعها مقابل السلاح؟
- وهل لا يزال البرهان يقود ما تبقّى من الدولة، أم أصبح حارساً للمشروع الإيراني على بوابة الخرطوم؟
تؤكد الصحيفة أنّ إيران لا تسعى إلى عواصم جديدة بقدر ما تبحث عن مخارج آمنة من الخنق الاستراتيجي، وقد وجدت في السودان، عبر بوابة “ضعف البرهان”، ثغرة لتطويق البحر الأحمر من جنوبه بعد هزيمتها في شماله.
وترى تل أبيب أنّ البرهان بات نسخة مكررة من الحوثيين، يفتح أبوابه لإيران حفاظاً على بقائه في السلطة، حتى لو قاد ذلك إلى إشعال حرب جديدة على الأرض السودانية، تكون ميداناً لصراع إيران وإسرائيل القادم.
