أسباب الفلاح وموانعه – الخرطوم24

أسباب الفلاح وموانعه – الخرطوم24


 

تقرير؛ عبد العزيز ضيف الله

تناول الشيخ د. محمد عبد الكريم، في خطبة الجمعة الماضية الموافق ٤ ربيع أول ١٤٤٤هـ موضوع النجاح والفلاح أسبابه وموانعه، لافتا إلى أن الناس يحتفلون هذه الأيام بالنجاح الذي أحرزه أبناؤهم في امتحانات الشهادة، كما يهتمون ويحتفون بغيرها من النجاحات التي يحققونها في الدنيا، مشيرا إلى أن الفلاح في الآخرة هو الفلاح الحقيقي،
وذكر الشيخ أن الله قد فصل في القرآن الكريم صفات المفلحين في كثير من السور، كما في سورة البقرة، وفي سورة المؤمنون، وسورة لقمان وغيرها، مشيرا إلى أن الصلاة هي أعظم أبواب الفلاح في الآخرة، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وأشار إلى أن النطق بالشهادتين هو من أهم أبواب الفلاح، مستشهدا بقول الله عز وجل (فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَعَسَىٰۤ أَن یَكُونَ مِنَ ٱلۡمُفۡلِحِینَ) [سورة القصص 67] وبقول النبي صلى الله عليه وسلم (قولوا لا إله إلّا الله تفلحوا)، وأوضح أن من الأبواب كذلك تزكية العبد لنفسه وإصلاحها ومعالجة أمراض قلبه (قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا) [سورة الشمس 9]
وذكر الشيخ أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو كذلك أبواب الفلاح (وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةࣱ یَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَیۡرِ وَیَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ)[سورة آل عمران 104] مستنكرا ما تقوم به الحكومات اليوم من محاربة للحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مبينا أن ذلك من أسباب خسران الدول والمجتمعات وجالب للعنة الله تعالى. وعدد من أسباب الفلاح مجاهدة النفس والجهاد في سبيل الله، ولزوم ذكر الله تعالى، وشكر آلائه ونعمه.
وقال الشيخ إن تحكيم شرع الله تعالى من أعظم أسباب الفلاح، وكذلك موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه، وكذلك أداء الحقوق، وصلة ذوي القربى والمساكين وابن السبيل، والإنفاق وتوقي شح النفس، والإيثار على النفس، والتزام الفرائض والكف عن المحرمات. ومسايسة النفس وإلزامها بالسنة والطاعة وترك البدع والمحدثات، والقناعة بما قسم الله له من الرزق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه).
وحذر الشيخ محمد عبد الكريم من أعمال خبيثة بين أنها من أسباب منع الفلاح، منها الظلم وأعظمه الشرك بالله عز وجل، قال تعالى (إنه لا يفلح الظالمون)، وتساءل الشيخ عن الذين يبغون على العلماء ويحرفون الكلم وينشرون الفساد في دولهم وعبر حكوماتهم، هل سيفلحون في حرب أو في سلم؟ وأجاب إنهم أبعد ما يكونون عن الفلاح والنجاح لأنهم في الظلم غارقون.
وذكر الشيخ أن بعض الناس يمنعه من الفلاح شهوته كالشاعر أبو بصير الأعشي الذي أخر إسلامه بسبب الخمر فمات ولم يسلم، ومنهم يمنعه سلطانه مثل هرقل عظيم الروم، ومنهم من يمنعه جاهه وماله مثل قارون.

إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس



شارك هذه المقالة