تناول الشيخ د. محمد عبد الكريم في خظبة الجمعة الماضية صفات الخاسرين في الآخرة وأسباب الخسارة، مبينا أن الحياة الدنيا فرصة للربح أوالخسارة في الآخرة.
وأوضح الشيخ محمد عبد الكريم أن أول أسباب الخسران وهو الكفر بالله تعالى والشرك به سبحانه، ومن الكفر بالله تعالى الكفر بآياته والتكذيب بالبعث والنشور، موضحا أن من أشد أنواع الخاسرين خسرانا الذين يجتهدون في أعمال يحسبون أنها خير ولكنها تكون هباء منثورا مثل ضلال النصارى.
وأوضح الشيخ أن من أسباب الخسران أن يجعل الإنسان الإيمان في سوق التجارة الدنيوي فإن وجد منه ربحا دنيويا ركن إليه واطمأن به وإن وجد من ورائه ضيقا في العيش َوشظفا وتعنتا من الأعداء نفض يده منه كما قال الله عز وحل
(وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفࣲۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَیۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةَۚ ذَ ٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِینُ) [سورة الحج 11]
ومن أسباب الخسران أيضا اتخاذ دين غير دين الإسلام، (وَمَن یَبۡتَغِ غَیۡرَ ٱلۡإِسۡلَـٰمِ دِینࣰا فَلَن یُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ) [سورة آل عمران 85] منبها إلى ضرورة استشعار نعمة الهداية للإسلام وعدم الاغترار بما وصل إليه الكفار من حضارة مادية مهما عظمت.
وبين الشيخ أن من أسباب الخسران في الآخرة طاعة الكافرين (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تُطِیعُوا۟ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یَرُدُّوكُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَـٰبِكُمۡ فَتَنقَلِبُوا۟ خَـٰسِرِینَ) [سورة آل عمران 149]
وبين أن من الأسباب أيضا الانشغال والتلهي بالمال والولد عن ذكر الله حتى يترك الصلاة المكتوبة (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَ ٰلُكُمۡ وَلَاۤ أَوۡلَـٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ [سورة المنافقون 9]
وأشار الشيخ محمد عبد الكريم إلى القرآن كما أنه سبب للنجاح والفلاح هو كذلك سبب من أسباب خسران الظالمين الذين بإعراضهم عنه وكفرهم به (وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَاۤءࣱ وَرَحۡمَةࣱ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَا یَزِیدُ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا خَسَارࣰا) [سورة الإسراء 82]
وأوضح أن من أسباب الخسران سفك الدماء الحرام كما قال الله عز وجل عن ابني آدم (فَطَوَّعَتۡ لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِیهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ) [سورة المائدة 30]
ونقض العهد والميثاق (ٱلَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِیثَـٰقِهِۦ وَیَقۡطَعُونَ مَاۤ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦۤ أَن یُوصَلَ وَیُفۡسِدُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ) [سورة البقرة 27]، والأمن من مكر الله تعالى (أَفَأَمِنُوا۟ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا یَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ) [سورة الأعراف 99] وسوء الظن بالله تعالى كالظن بأن له شريك أو ند أو شبيه أو مثيل أو صاحبة وولد (وَذَ ٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِی ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم مِّنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ) [سورة فصلت 23]
وأكد د. محمد عبد الكريم أن الخسارة الأخروية لا تقدر بثمن (قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَـٰسِرِینَ ٱلَّذِینَ خَسِرُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِیهِمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۗ أَلَا ذَ ٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِینُ)[سورة الزمر 15] موضحا أنها دركات فمنها الخسران المبين مثل خسارة الكافرين الذين يخلدون في النار، ومنها خسارة جزئية مثل خسارة أصحاب المعاصي من المؤمنين الذين بدخول النار والتعرض لبعض العذاب ثم يخرجون منها، ومنها خسارة المؤمنين لبعض الحسنات بتفويتهم لها رغم دخولهم الجنة يتحسرون عليها.
وأوضح الشيخ أن من أشد الناس خسارة أتباع الظلمة وأعوانهم وجنودهم، وعلماء السوء الذين يزينون لهم ظلمهم، وقد قيل (أخسر الناس من باع آخرته بدنياه وأخسر منه من باع آخرته بدنيا غيره).
إنضم الى احدى مجموعاتنا على الواتس
